Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الاثنين في 25/10/2021

في عيد ميلاده التاسع والستين تلقى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع هدية ملغومة من القاضي فادي عقيقي. القاضي الذي قال عنه جعجع في آخر اطلالة له على ال ” ام تي في” انه مفوض حزب الله لدى المحكمة العسكرية، نفذ اليوم طلبه بدعوة جعجع للاستماع اليه. وهذا الامر لم يحصل الا بعدما بلغت الحملة السياسية – الاعلامية المسعورة على القوات اللبنانية ورئيسها مداها، والتي توجت باطلالة للسيد حسن نصر الله رفع فيها اصبعه الشهير بوجه القوات ورئيسها مهددا بالمئة الف مقاتل.

الدعوة المفخخة من عقيقي تشكل محاولة لضرب صورة القوات اللبنانية ورئيسها، بل حتى لضرب معنويات كل القوى السيادية. ولأن الصورة هي المقصودة، فان الدعوة لم تحصل امام قاضي تحقيق بل امام جهاز تابع لمديرية المخابرات. ثم ان عقيقي أصر على ما يبدو على حضور جعجع شخصيا، كأنه لا يعرف ان رئيس القوات مهدد دائما في امنه، فكيف في هذه الايام تحديدا حيث الامن على كف عفريت، حتى لا نقول على كف حزب الله؟ مع ذلك اصر على دعوته كأنه رجل عادي يستطيع ان يأتي في وقت محدد الى مكتب التحقيق وان يخرج منه بمعرفة جميع الموجودين. فهل هذه دعوة ام اهدار دم، بتوقيع فادي عقيقي؟

هذا في الشخصي. اما في السياسي فالامر ابعد واخطر. اذ ان ما حصل يشكل محاولة لاستكمال وضع يد حزب الله على البلد، ولألغاء كل من يقول لا للحزب ومخططاته، وذلك باي طريقة من الطرق. فالحزب يؤمن ان ما لا ينجح في السياسة يمكن ان يتحقق في القضاء. وما لا ينجح في القضاء قد يتحقق بالترهيب والتلويح باستعمال القوة.

حزب الله لم يستوعب بعد ان ثمة في البلد من يرفض الخضوع له ولسلاحه ولمقاتليه المئة الف. حزب الله يريد ان تكون كلمة امينه العام مسموعة، فاذا قال لقسم من اللبنانيين ” تأدبوا وقعدوا عاقلين” فان عليهم ان ينفذوا طلبه او امره. هكذا فان الحزب لم يستوعب اولا كيف ان القاضي طارق البيطار لم ينصع لطالباته، كذلك كل الجسم القضائي. كما لم يستوعب كيف ان عين الرمانة لم ترتعد امام مقاتليه الذين انتشروا في محاولة لتثبيت معادلة القوة. وعليه، فان ما يحصل اليوم ليس معركة ضد القوات اللبنانية ورئيسها، بل هي معركة ضد كل من يقول “لا ” في وجه حزب الله وامتداداته الاقليمية ومشاريعه المفتوحة في المكان والزمان. فأيهما نختار : لبنان الحياة والحرية والتنوع ام لبنان المعارك الدائمة والتنمر والتسلط؟