اللصق الملتبس لورقة استحضار من لا يستحضر مرة أخرى الى وزارة الدفاع، لأن البريء لا يلدغ من الجحر مرتين، وعشية موعد جديد من مواعيد النظام الأمني الذي تغير سيده ولم تتغير وسائله. لا يسأل سمير جعجع إن كان سيحضر أو لا يحضر الأربعاء للإدلاء بإفادته . السؤال يوجه الى من استدعى ومن وراءه : هل يمكن غرفة مظلمة الاتساع للبنان التواق الى السيادة والقانون الذي صار يختصره رئيس القوات ، فتحقق معه بالوكالة عن مرتكب لم يحضر؟. هل يعي مرتكبو هذه الزحطة أن من حركهم في هذا الاتجاه أخطأ الوجهة ولصق سمه على السياج الخطأ ؟ هل يعي هؤلاء أنهم اعتقدوا خطأ بأنهم هاجموا سمير جعجع رئيس القوات كرئيس حزب مطوق، فإذ بهم يستفزون كثرة ساحقة من المسيحيين والدروز وأكثرية موصوفة من المسلمين على تنوع مذاهبهم، وكل الأحرار الى أي جهة انتموا ؟. لا يا سادة، راقبوا الحشود المتنوعة غدا على دروب معراب علكم تفهمون بأنها ليست غدراس وبأن الزمن تغير، ورغم المشاكل التي تغرقون فيها لبنان، فإن المناعة الوطنية السيادية العابرة للطوائف باتت أعلى من أن تطاولها مؤامراتكم . خلاصة ما تقدم نقلها من يزار ولا يزور، البطريرك بشارة الراعي في جولة نادرة بمضامينها على القيمين على الرئاسات الثلاث.
لقد جال البطريرك على الرئيس بري والرئيس ميقاتي ورئيس الجمهورية ليس بصفتهم الحزبية والطائفية بل بصفتهم الرسمية والوطنية, لقد التقاهم لا ليعقد معهم صفقة تحمي سمير جعجع الذي لا يحتاج الى من يحميه ، ولا للبصم على مقايضة جائرة تسقط التحقيق في تفجير المرفأ في مقابل الكف عن ملاحقة جعجع وأبطال غزوة عين الرمانة، بل تحذيره من مغبة اللعب بالتوازنات الوطنية والميثاقية ومن أخذ البلاد الى حفافي الحرب، تأمينا لمنفعة دولة غريبة، إضافة الى ان البطريرك ساعد أهل الحكم ومن يتحكمون بهم على إنزال حمار التجبر على القانون عن مآذنهم العالية باقتراحه جملة حلول عملية. فهل يخربها السيد حسن في الليل ؟. في اي حال التصاق محامي القوات وأهالي عين الرمانة بمسالك القانون كانت واضحة , وقد عبروا عنها بسلسلة خطوات. الأولى، دعوى رفعها الاهالي ضد السيد حسن نصرالله. الثانية، مذكرة تقدم بها محامو القوات أمام القاضي فادي عقيقي يظهرون فيها أن تبليغه جعجع غير قانوني. الثالثة، طلب تنحية عقيقي من قبل أهالي بعض الموقوفين، ولما رفض تسجيل الطلب، لجأوا الى محكمة استئناف بيروت لطلب رد القاضي. توازيا، كان المجلس النيابي يشهد تجاذبات وسجالات حول قانون الانتخاب، في مشهد ينذر بنيات مضمرة لتعطيل الاستحقاق. لذلك، ايها اللبنانيون، ناضلوا كي لا تسرق منكم فرصة التغيير، لكن احرصوا إنو ما ترجعو تنتخبون هني ذاتن.