مؤسف ما يجري في لبنان حقا. نهاية حرب عين الرمانة الصغيرة لم تأخذنا الى معاهدة سلام بل الى ربط نزاع، أكثر ما يؤمل منه هو ان يصمد بما يسمح للبنانيين مواجهة الأزمات التي يغرقون فيها. والمقصود هنا ليس الأزمات الكبرى المزمنة المعروفة ، ولكن تلك التي تفرزها المنظومة بأدائها الجماعي، كحكومة وكمجلس نواب وكإدارات، وبأداء افرادها.
والمثير للجنون فعلا هو الكم الهائل من الحماقات التي يرتكبها أركانها وبوتيرة يومية، في كل خطوة أو تصريح أو موقف أو تدبير، ما جلب لنا الويلات. فإضافة الى تعثر الحكومة، قبل احتجازها من قبل حزب الله وبعد احتجازها، أنها ضربت دفتر الشروط الذي على أساسه جيء بها. وإذا كانت لم تصب هي بالحرج لعورة أخلاقية تصيب المنظومة، إلا أنها اخرجت لبنان من دائرة الاحترام والثقة العربيين والدوليين.
فالمتهمون بقضية المرفأ سجلوا حتى اليوم أكثر من اربع عشرة دعوى في حق القاضي البيطار لتأخيرة وعرقلته وتغييره، إذا اضيفت الى تهديدات حزب الله له بالقبع، فإنها باتت توازي في خطورتها كمية النيترات التي فجرت المرفأ . وإذا قسنا مدى الأضرار التي احدثها تعطيل الحكومة نجد أنها لا تقل فتكا عن الحروب المباشرة التي خيضت على لبنان. وفي نظرة سريعة الى الوقاحة التي يتم فيها التعاطي مع ملف الانتخابات، لتشويهها او تطييرها، نكتشف أن الرغبة في نسف التركيبة الوطنية بلغت مستوى لم نشهده في احلك ايام الاحتلال السوري. أما الطامة الكبرى فتتجلى قبيحة في ألسنة الوزراء المتفلتة بلا فرامل، وقد جعلت لبنان كالخروف الضال خارج العائلة العربية، وسط معلومات عن تشدد سعودي آت، سيؤدي تلاقيه مع موجة العقوبات الأميركية الى كارثة حقيقية تنذر بأوخم العواقب . لذا، ايها اللبنانيون استبسلوا في الدفاع عن حقكم في التغيير من خلال الانتخابات، لكن أوعا ترجعو تنتخبون هني ذاتن