هدوء واضح في الداخل، وحراك ظاهر في الخارج. في لبنان الامور على حالها. اجتماعات الحكومة معلقة بانتظار حل قد يأتي وقد لا.
توازيا، القضاء قال كلمته الواضحة، واعلن من خلال قراراته واحكامه ان لا حل للمأزق السياسي على حساب العدالة والحقيقة. في المقابل الحراك السياسي لمواجهة المأزق يبدو مؤجلا.
فلا نبيه بري اتخذ قرارا ما لاستعادة المبادرة مجلسيا، ولا القوى السياسية لاقته في منتصف الطريق. فهل هذه القوى تهيبت الموقف وخصوصا انها على ابواب انتخابات، ام ان احالة قضية المرفأ على المجلس الاعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء يحتاج الى مزيد من الدرس لينضج على نار هادئة؟
الاجابة للايام المقبلة. علما ان الوضع الاقتصادي- المالي لم يعد يحتمل اي تأجيل او تسويف او مماطلة . لكن، هل يشعر المسؤولون في قصورهم وسراياتهم ومقارهم الرسمية بوجع الناس الذي يصل الى حد الجوع احيانا؟
اقليميا ودوليا الوضع مختلف, فالمنطقة تنتظر على أحر من الجمر زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى الرياض والدوحة وابو ظبي، وما ستحمله من تطورات لا سيما بالنسبة الى الوضع اللبناني.
ومعلوم ان ماكرون يضع لبنان في رأس سلم اولوياته، وهو حريص على تحقيق خرق ما في الوضع اللبناني، بعدما بات على ابواب استحقاق رئاسي.
اما دوليا، فمحادثات فيينا اضحت في يومها الرابع ولا مؤشرات حتى الان الى تحقيق تقدم.
واللافت ان مفاوضات العاصمة النمساوية تسير بالتزامن مع تصعيد اسرائيلي واضح. فتل ابيب تدق طبول الحرب وهي اعلنت على لسان وزير دفاعها انها قد تجد نفسها امام خيار واحد لا مفر منه يتمثل في مهاجمة ايران عسكريا لمنع حصولها على سلاح نووي. فمن يسبق من في المنطقة: اتفاقيات السلام ام صيحات الحرب؟
في هذه الاثناء البابا فرنسيس يواصل زيارته الى قبرص وقد عبر خلال لقائه البطريرك الراعي عن قلق شديد ازاء الازمة التي واجهها لبنان.
هكذا كل العالم منشغل بنا، فيما اركان المنظومة عندنا لا هم لهم سوى مصالحهم و محاصصاتهم وصفقاتهم وبقائهم على كراسيهم المهترئة. لذلك ايها اللبنانيون، متى ما دقت ساعة الاقتراع اوعا ترجعو تنتخبون هني ذاتن.