أيها اللبنانيون انتبهوا جيدا، لا تدعوا المنظومة الغشاشة تستدرجكم الى احتفالية انتصارها بفتح أبواب السعودية، ولا الى تبني أخبارها وتلفيقاتها عن خرق حققه الرئيس الفرنسي في الرياض، دفع من خلاله المملكة الى فتح صفحة جديدة من العلاقات مع لبنان مبنية على اعتراف السعوديين بخطأ ارتكبوه في حق المنظومة واستسلامها الأعمى لحزب الله.
أيها اللبنانيون لا تصدقوا أن السعودية ستعيد فتح حدودها التجارية والسياحية والاستثمارية مع لبنان، من دون أن يقدم الأخير على تغيير أي فاصلة في سياساته حيالها وحيال دول الخليج، ويعتبر أن التخلص من قرداحي كاف ويزيد. لا أيها اللبنانيون، إقرأوا زيارة ماكرون والاتصال الذي جرى بين ولي العهد محمد بن سلمان والرئيس ميقاتي من خلال دقائق البيان المشترك، لا تقرأوه بقلوبكم بل بعقولكم، إنه انذار أخير.
إن ما حققه الرئيس الفرنسي لا يعدو كونه انتصارا شخصيا له يصلح للاستهلاك في فرنسا وللاستثمار في معركته للبقاء في الإليزيه. كما شكل البيان نوعا من فرصة ثانية، تحتسب بالأيام لا بالأشهر للمنظومة، لتطبيق ما امتنعت عن تطبيقه في زيارتي ماكرون السابقتين لبنان، وما رفضته من رسائل تحذير وفترات سماح سعودية خليجية سابقة، وهذه الفرصة قد تسقط عند أول خطوة خاطئة قد ترتكبها المنظومة بدءا من صباح الاثنين.
في اختصار مطلق، على المنظومة عدم تخريب التحقيق في جريمة المرفأ، وإصلاح الادارة من الفساد المعشش فيها، واحترام توصيات البنك الدولي وصندوق النقد، وإجراء انتخابات نزيهة في موعدها، واحترام القرارات الدولية 1701، 1559، 1680 وتطبيقها. وهي تبدأ بمنع السلاح جنوب الليطاني وحل الميليشيات، ولا تنتهي بإقفال الحدود ومنع تهريب السلاح والممنوعات من سوريا الى “حزب الله”، ومن لبنان الى الدول العربية، وفي مقدمها السعودية.
ما يحصل الآن أيها اللبنانيون، أن المنظومة تعمل بطريقة معاكسة كليا، بدليل أنها ذاهبة الى إعادة تفعيل مجلس الوزراء على قاعدة ضرب القاضي بيطار وتشويه الاستحقاق الانتخابي أو تعطيله، والاستسلام لمشيئة “حزب الله” وتبني املاءاته وتفسيراته للقرارات الدولية وتغطية انغماسه في اليمن وحيث تأمره إيران بأن يكون.
في الخلاصة إن لم تكن هذه القراءة صحيحة فهذا يعني أن “حزب الله” تخلى عن سلاحه وابتعد عن إيران وعاد فصيلا سياسيا مدنيا يشبه أمثاله من الأحزاب المدنية اللبنانية.
في الانتظار، أيها اللبنانيون لا تبهركم أضواء الكرنفال السعودي- الفرنسي على بريقها وجمالها، ركزوا على إجراء الانتخابات. وأكيد ما ترجعو تنتخبون هني ذاتن.