في معظم انحاء العالم وفي معظم الاوقات: الاقتصاد يحرك السياسة. في لبنان العكس صحيح. وزيارة الموفد الفرنسي بيار دوكان الى بيروت اكدت المؤكد في هذا المجال. فدوكان الذي التقى رئيس الحكومة ووزير المال اليوم، وسيلتقي عددا من الوزراء غدا، لن يزور قصر بعبدا، ما يشكل رسالة فرنسية واضحة جديدة الى رئيس الجمهورية.
دوكان تحدث اثناء زيارته عن ضرورة ارساء المبادىء العامة لمعالجة الازمة اللبنانية قبل التوصل الى اتفاق مع صندوق النقد الدولي. فماذا يقصد دوكان بعبارته؟ و عن اي
ازمة يتحدث تحديدا ؟ هل عن الازمة الحكومية حصرا، ام عن الازمة اللبنانية ككل؟
الارجح ان دوكان يقصد الازمة الحكومية، التي ينبغي ان تحل بدفع داخلي اذا اراد لبنان الاستفادة من تقديمات صندوق النقد. فهل يعي الثنائي الشيعي خطورة المرحلة ويتوقف عن طلب رأس البيطار كشرط للعودة الى طاولة مجلس الوزراء؟ ام يستمر في تصلبه وتعنته واصراره على قبع القاضي البيطار، ما يعرض البلد كله للقبع ؟
قضائيا :الاسبوع الحالي على موعد مع استحقاقين. الاول يتمثل في كيفية مواصلة القاضي البيطار تحقيقاته. فهل سيصل الى الرؤوس الكبيرة ومن بينها علي حسن خليل ام سيظل الضغط السياسي- الامني اقوى من العامل القضائي؟ الاستحقاق الثاني يتعلق بالقرار الذي سيصدر عن المجلس الدستوري في ما يتعلق بالطعون المقدمة بقانون الانتخاب . وينتظر ان يصدر قرار الدستوري يوم الجمعة المقبل على ابعد تقدير، ما يحدد الى مدى بعيد المشهد الانتخابي في المرحلة المقبلة.
في هذا الوقت الدولار الاميركي يواصل كسر الارقام القياسية مسجلا رقما غير مسبوق اليوم، اذ بيع في السوق السوداء ب27 الف ليرة للدولار الواحد. فهنيئا لنا بهكذا منظومة تهتم بكل شيء الا بمصالح الناس الذين اصبحوا اسرى المرض والفقر والعوز والجوع.
لذلك ايها اللبنانيون، اذا دنت ساعة الاستحقاق لا ترتكبوا الخطأ نفسه مرتين، واوعا ترجعو تنتخبون هني ذاتن.