ميلاد مجيد وكل عام وانتم بخير. والاحتفالات بالميلاد عمت العالم، لكنها اكتسبت طابعا خاصا في لبنان. فمعظم الصلوات هنا وفي بلدان الانتشار رفعت على نية الوطن الصغير، مع تمن بان يعيد اللبنانيون السنة المقبلة في اجواء مختلفة كليا. والعظة التي القاها البطريرك الراعي في بكركي في حضور رئيس الجمهورية، عبرت عن توجه وقضية. فالراعي حذر من النيات المبيتة لفئة تريد ان تجعل الناس تعتاد على غياب السلطات الدستورية وسائر مؤسسات النظام بغية خلق لبنان آخر لا يشبه نفسه. ومع ان كلمة الراعي لا تحتمل التأويل وتؤشر بوضوح الى الفريق السياسي الذي يمارس التعطيل ويقاطع جلسات مجلس الوزراء، فإن كلام رئيس الجمهورية ظل في اطار العموميات، حيث قال للراعي ما معناه ان هناك ما هو اكبر من قرارات الدولة يقيد مسار الامور. فمن يقصد رئيس الجمهورية بكلامه هذا؟ ولماذا لم يوضح ويسمي الامور باسمائها؟ وكيف في الامكان معالجة وضع شاذ، اذا لم نوصف الوضع كما هو ونضع الاصبع على الجرح؟
في اي حال، الكلام العام الذي قاله عون اليوم يكمل بشكل أو بىخر ما قاله امس في اطلالته التلفزيونية، حيث اعلن ان ما يعانيه اللبنانيون ويعيشونه هو نتيجة اهمال من مارسوا المسؤولية سابقا، فيما هم مؤتمنون على حياة المواطنين. فهل نسي رئيس الجمهورية او تناسى انه مؤتمن ايضا على حياة المواطنين، وانه في موقع المسؤولية هو وتياره السياسي منذ اكثر من خمسة عشر عاما؟ فماذا فعل هو وتياره للناس؟ واي رؤية قدماها وعملا على تطبيقها لاخراج البلد من مآزقه الكثيرة؟ ثم: الم تثبت ممارستهما السياسية الواقع الاسود الفاسد القائم بدلا من ان تقدم تجربة زاهية شفافة؟ والاهم: اذا كان رئيس الجمهورية يتنصل من مسؤولياته امام الرأي العام، فلمن يحمل اللبنانيون المسؤولية اذا؟ وهل اصبح الناس هم المسؤولون؟
لكل هذه الاسباب ايها اللبنانيون، عندما تدق ساعة الانتخاب وتصبحون امام صندوقة الاقتراع، انتخبوا نوابا ومسؤولين يتحملون حقا مسؤولية اعمالهم ولا يتنصلون منها، ولذلك: اوعا ترجعو تنتخبون هني ذاتن.