هل يترشح سعد الحريري للانتخابات النيابية المقبلة ام لا؟ انه السؤال المحوري المطروح بعد عودة الحريري الى لبنان . ففجر اليوم وصل رئيس الحكومة السابق الى منزله في بيت الوسط. خبر الوصول لم يكن مفاجئا ، بل كان متوقعا منذ يومين. لكن الترقب ظل سيد الموقف لمعرفة موقف الحريري من الانتخابات المقبلة. ومع ان الموقف الرسمي للحريري لم يصدر بعد، لكن مصادر مقربة منه اكدت لل “ام تي في” ان الحريري حسم امره نهائيا وقرر عدم الترشح شخصيا. كما قرر عدم المشاركة في الانتخابات كتيار مستقبل، اي انه لن تكون للتيار لوائح منظمة في كل المناطق اللبنانية. لكن الحريري في المقابل لن يمنع المحازبين او المؤيدين من المشاركة في الانتخابات ترشحا واقتراعا، اي انه سيدعم بشكل او بآخر اللوائح التي يرى انها تلتقي مع الخط السياسي لتيار المستقبل. فما انعكاس القرار غير المسبوق على الساحة السنية حصرا، و حتى على الساحة اللبنانية كلا ؟ وهل نحن امام مشهد سياسي جديد سنيا ولبنانيا ، انطلاقا من عزوف الحريري ، وايضا من عزوف رئيس الحكحومة الاسبق تمام سلام عن الترشح في الانتخابات؟ حكوميا، الموازنة العامة لا تزال في عهدة وزراة المال. لكن المعلومات تتقاطع عند التأكيد انها ستكون عند الامانة العامة لمجلس الوزراء غدا الجمعة، التي ستوزعها بدورها على الوزراء ليتمكنوا من دراستها قبل ثمان واربعين ساعة من عقد جلسة مجلس الوزراء، التي تنعقد الاثنين. والواضح من تسريبات الموازنة ان بنودها لن تكون شعبية وانها تتضمن تدابير وقرارت موجعة ، فهل يتحمل اركان المنظومة اتخاذ مثل هذه القرارات غير الشعبية قبل الانتخابات النيابية باربعة اشهر؟ سياسيا ، الموقف الذي اعلنه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل من سلاح حزب الله اكد التلازم بين الحزب والتيار في الملف الاستراتيجي. فباسيل ، الذي اعترف بوجود تباينات على صعيد الملفات الداخلية بينه وبين الحزب، رأى في المقابل ان الهدف لا يجب ان يكون نزع سلاح حزب الله وانما كيفية استعماله لمصلحة الوطن. فهل بثنائية السلاح تبنى الدولة؟ وهل من دولة غير لبنان فيها سلاح شرعي بيد الدولة وسلاح غير شرعي بيد حزب سياسي؟ مرة ثانية انها سياسة المسؤولين في لبنان. يراوغون ، يتهربون من المواجهة ، وينكرون حق دولتهم في ان تكون دولة حقا . لذلك ايها اللبنانيون ، حاسبوهم في الانتخابات المقبلة ، واوعا ترجعو تنتخبون هني ذاتن!