في لبنان العاصفة لا تهب مرتين فقط ، بل أربع مرات أحيانا! هكذا فإننا نعيش حاليا وسط أربع عواصف. الأولى طبيعية ثلجية تأتي في وقتها من الناحية الزمنية، لكن في غير وقتها من الناحية المادية! ذلك أن معظم الناس اكتووا، رغم الطقس البارد، بنار غلاء المازوت وكل وسائل التدفئة! العاصفة الثانية سياسية تتعلق بتداعيات تعليق الحريري نشاطه السياسي.
واللافت أن الحريري، وكدلالة على تشبثه بقراره حتى النهاية، أقفل خطوط التواصل مع الجميع بعد إعلانه قراره، قبل ان يسافر اليوم عائدا إلى الإمارات العربية المتحدة. فكيف سيقارب الشارع السني، والقيادات السنية ما حصل؟ هل يسيرون في منحى مقاطعة الإنتخابات فينجح الحريري في جر طائفته إلى المقاطعة تضامنا معه، ولو من دون أن يريد ذلك؟ أم أن الشارع السني سيتخطى اللحظة العاطفية التي فجرها موقف الحريري ، فينخرط من جديد في الحياة السياسية بوجوه وقيادات قديمة وجديدة تملأ الفراغ الذي خلفه غيابه
الإجابة للأيام والأسابيع المقبلة، علما أن الموقف السني ستكون له تداعيات على كل الواقع السياسي في لبنان، وحتى على مصير الإنتخابات النيابية ككل. إذ هل يمكن إجراء انتخابات نيابية فيما لو قرر رموز الطائفة السنية، وفيما لو سار الشارع السني بقرار مقاطعة الإنتخابات؟
العاصفة الثالثة تتعلق بالموازنة وبكل ما يرتبط بها من رسوم وضرائب سيدفع ثمنها اللبنانيون في حياتهم اليومية.
ومع بدء الحكومة دراسة الموازنة تكشفت ارقام مخيفة يمكنها ان تقلب مستوى المعيشة في لبنان رأسا على عقب.
فالارتفاع الجنوني للدولار الجمركي سيؤثر على القدرة الشرائية لمعظم اللبنانيين. فهل نحن امام موازنة للانقاذ، ام امام مجزرة موصوفة بحق من بقي صامدا في لبنان؟ العاصفة الرابعة ديبلوماسية.
فالورقة الكويتية، وهي في الواقع ورقة خليجية عربية دولية، تنتظر جواب المسؤولين اللبنانيين، والموعد لم يعد بعيدا. اذ ان وزير خارجية الكويت حدد موعد الرد اللبناني في الاجتماع التشاوري الذي يعقده وزراء الخارجية العرب في الكويت يوم السبت المقبل.
فماذا سيتضمن الرد ؟ وهل المسؤولون الذين لم يتجاسروا على وضع الورقة الكويتية على جدول اعمال مجلس الوزراء يملكون الجرأة على اتخاذ القرار المناسب بشأن واقع لبنان ومستقبله؟
فيا ايها اللبنانيون، مقابل ثلاثيتهم الخشبية انتم تعيشون في مربع اذلال يتشكل من : استسلام سياسي، استقواء امني عسكري، افقارمعيشي وانهيار مؤسساتي.
لذلك ارفضوا واقعكم المهترىء، انتفضوا ضده، وثوروا عليهم انتخابيا في الخامس عشر من ايار، واوعا ترجعو تنتخبون هني ذاتن.