IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم السبت في 29-01-2022

لبنان معلق بين ورقتين: الورقة الكويتية والورقة اللبنانية،  علما أن الثانية هي بمثابة رد على الورقة الأولى. فكيف ستتلقى دول مجلس التعاون الخليجي الرد اللبناني؟، وقبل ذلك، هل الرد المذكور يقدم اجابات وافية عن ما طرحه الخليجيون والعرب؟.

التسريبات المتعلقة بالرد اللبناني توحي وكأنه اعتمد ما يعرف في عالم الديبلوماسية بالغموض الخلاق. ففي ما يتعلق بموضوع سلاح “حزب الله” مثلا، تذكر الورقة الرسمية أن مسألة حل سلاح الحزب ليست لبنانية بل اقليمية، وأن الدولة تحاذر أي خطوات في هذا الشأن حرصا منها على السلم الأهلي والاستقرار المحلي. فهل الموقف المذكور سيقنع الدول الخليجية والعربية والدول الغربية، أم أن الرد سيكون بفرض المزيد من التدابير العقابية ضد لبنان؟ الاجابة رهن الساعات المقبلة. علما أن مصر قد يكون لها دور توفيقي على هذا الصعيد، وهي تحاول أن تلعب دور الوسيط بين لبنان ودول الخليج.

توازيا برزت مشكلة تتعلق بكيفية دراسة لبنان الورقة الكويتية واتخاذ القرار بشأنها. فالدستور صريح وواضح، ويقول إن على الحكومة أن تتولى الرد على مثل هذه الورقة. فأين الحكومة مما حصل وهي لم تطلع لا على الورقة الكويتية ولا على الرد اللبناني؟. ووفق أي دستور او قانون حل رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة مكان الحكومة مجتمعة؟، والى متى ستواصل المنظومة الحاكمة انتهاك الدستور وضرب القوانين؟.

على صعيد آخر، لفتت اليوم الزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية إلى دار الافتاء،  حيث التقى مفتي الجمهورية اللبنانية. وقد أكد رئيس الجمهورية بعد الزيارة أن “أحدا لا يريد أن تقاطع الطائفة السنية الانتخابات، لأن لبنان يخسر عندها مكونا من مكوناته الكبار”.

الزيارة والموقف الرئاسيان يشكلان استكمالا لزيارة مفتي الجمهورية الى السراي الكبير، وإعلان الرئيس ميقاتي أن لا مقاطعة سنية للانتخابات النيابية، كذلك للموقف الذي أعلنه السيد بهاء الحريري من أنه سيواصل مسيرة والده، وأن أي فراغ لن يحصل على صعيد الطائفة السنية. فهل عودة بهاء الحريري الى قلب السياسية اللبنانية تحظى برعاية إقليمية وتحديدا سعودية، أم أن قراره جاء فرديا انطلاقا من اهتمامه  بالشأن  السياسي والوطني؟.

مهما يكن، الثابت أن حظوظ اجراء الانتخابات عادت الى الارتفاع، وأن ثمة كلمة سر عربية ودولية  فحواها: الانتخابات يجب أن تجرى في موعدها، وأن لا مقاطعة سنية للانتخابات. لذلك ايها اللبنانيون، استعدوا للاستحقاق الكبير، وللتغيير الكبير. حاسبوا من أوصلكم الى الوضع الذي أنتم عليه، وأوعا ترجعو تنتخبون هني ذاتن.