أركان المنظومة لا يتعبون من صراع الديوك ومن معركة المحاصصات. رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة خططا بسرية تامة ، وفي جلسة مخصصة لمناقشة الموازنة، لتمرير تعيينات يريدانها، فنجحا وتم لهما ما أرادا في جو من الهرج والمرج داخل مجلس الوزراء. فالوزراء الشيعة لم يتنبهوا كما يجب إلى ما حصل، لأنه حصل بسرعة وبنوع من الفوضى غير المنظمة. لكن الأمر لم يمر على سلام . فالرئيس نبيه بري طلب من وزير المال عدم التوقيع على التعيينات ، ما يعني أنها ستبقى تعيينات مع وقف التنفيذ. فهل عدنا من جديد إلى التجاذب بين ثنائي أمل – حزب الله وبين بقية أطراف المنظومة؟ وهل ستذهب الحكومة ضحية الشهوات المفتوحة على التعيينات فتعود بالنتيجة إلى الإقامة الجبرية؟ الأرجح أن لا ، إذ إن كل القصد من تصعيد الثنائي هو أن يحصل على حصته ، وعندها تعود الأمور إلى طبيعتها من جديد. فهنيئا لنا برجال دولة يفعلون كل شيء ضد مصلحة الدولة، ولا يتفقون إلا على مصالحهم الخاصة وتعييناتهم ومحاصصاتهم.
على اي حال الحكومة الميقاتية امام استحقاق آخر الاسبوع المقبل. فالمخطط المتعلق بعقد مؤتمر للمعارضة البحرينية في بيروت كاد يتكرر اليوم قبل ان يؤجل في اللحظة الاخيرة. لكن المعلومات المتوافرة تشير الى ان مؤتمرين سينعقدان في العاصمة اللبنانية في بداية الاسبوع المقبل، في قاعة الرسالات في عمق الضاحية الجنوبية، وذلك برعاية وحماية مباشرة من حزب الله. فكيف ستتصرف الحكومة حينها؟ هل تواجه التحدي وتحاول منع انعقاد المؤتمرين، ام انها سترضخ لارادة حزب الله ، مع ما لهذا الرضوخ من اثمان باهظة على صعيد علاقات لبنان العربية، وخصوصا علاقاته بدول الخليج؟ توازيا، لفت بيان عضو كتلة اللقاء الديمقراطي وائل بو فاعور، وقد رسم فيه السيناريو المفصل الذي يمكن ان يتبعه التيار الوطني الحر وقوى الممانعة بقصد تأجيل الانتخابات. فسواء كان هذا السيناريو حقيقيا او افتراضيا فان التنبه مطلوب، لأن اركان المنظومة قادرون على كل شيء ولا يردعهم شيء. لذلك ايها اللبنانيون تنبهوا الى كل محاولات تهريب الاستحقاق الانتخابي، واستعدوا ليوم الحساب الكبير، واوعا ترجعو تنتخبون هني ذاتن…