IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “”أم تي في” المسائية ليوم السبت في 12/2/2022

حكومة “معا للانقاذ” في حاجة الى من ينقذها من “حزب الله”، الحزب قرر على ما يبدو أن ينقلب عليها، وعلى أدائها، ولو أنه جزء لا يتجزأ من نسيجها ومن تكوينها.

الانقلاب الأصفر مزدوج هذه المرة. فهناك أولا الانقلاب على الموازنة الذي نفذه وزيرا الثقافة والأشغال، وتوجه نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم. فالوزيران غسلا أيديهما من تهمة إقرار الموازنة، وأكدا أن مجلس الوزراء لم يقر الموازنة يوم الخميس الفائت . فاذا كان ما قالاه صحيحا، لماذا انتظرا  كل هذا الوقت ليعلنا ما أعلناه؟ السبب واضح: “حزب الله” لم يكن قرر نهائيا الانقلاب على الموازنة.

فالقرار صدر ليل أمس مع إعلان الشيخ نعيم قاسم أن الموازنة لم تقر بشكل قانوني، ودعا مجلس الوزراء الى الإسراع في خطة التعافي المالي حتى تناقش مع الموازنة في مجلس النواب. في التحليل، سببان قد يكونان وراء القرار: إما شعور الحزب بأن قواعده الشعبية لم تهضم الموازنة فقرر الانقضاض عليها، وإما أنه يوجه رسالة الى رئيسي الجمهورية والحكومة فحواها: ما دمتما سرتما بالتعيينات لوحدكما، فنحن سنعرقل الموازنة. وربما ضرب الحزب عصفورين بحجر واحد! المهم أنه نفذ انقلابه قائلا: الأمر لي. فماذا سيفعل نجيب ميقاتي؟، وماذا سيفعل ميشال عون؟، وهل يمكن أن تمر الموازنة في مجلس النواب في ظل انقلاب الوزراء على قراراتهم؟.

الانقلاب الثاني لحزب الله أدهى وأخطر. فالحزب قرر أيضا أن يتحدى الدولة ككل، وأن يعقد مهرجان المعارضة البحرينية في الضاحية الجنوبية الاثنين، وتحديدا في قاعة الرسالات، وهي قاعة يديرها حزب الله، كما قال النائب حسن فضل الله. فهل ستتكمن القوى الأمنية من منع قوى المعارضة البحرينية من أن تعقد مؤتمرها في بيروت؟، بل هل هي قادرة على الدخول الى عمق الضاحية حيث ينعقد المؤتمر؟، وفي حال انعقد المؤتمر: ما ستكون تداعياته على لبنان، وخصوصا أن الورقة الكويتية تنص على ضرورة ألا يتحول لبنان منصة لمهاجمة الدول العربية، وللتآمر على الأنظمة القائمة في المنطقة؟.

وأبعد من ذلك، لماذا إصرار “حزب الله” على تنظيم مثل هذه المؤتمرات في لبنان؟، ألا يشكل الأمر تحديا لشريحة واسعة من اللبنانيين، وانتهاكا لمفهوم الدولة، يلحق أكبر الضرر بعلاقات لبنان العربية؟، حتما بلى. لكن المشكلة أن “حزب الله” يقدم الشأن الإقليمي على الشأن المحلي، ومصلحة إيران على المصلحة اللبنانية، ويعمل وفق أجندة الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا وفق أجندة الجمهورية اللبنانية.

لذلك أيها اللبنانيون، دوركم تاريخي في الانتخابات المقبلة. وطنكم ينهار، دولتكم تتفكك، قراركم مصادر، وكرامتكم مهانة. ثوروا على كل هذه المنظومة الفاسدة المستسلمة والجبانة، مارسوا حقكم الطبيعي بالاختيار، و”أوعا ترجعو تنتخبون هني ذاتن”.