IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”MTV” المسائية ليوم الأحد في 25/12/2022

ميلاد مجيد، وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرّة. لكن، ورغم المجدِ السماويّ المتجلي بولادة مخلصِ العالم في مزود، فإن الميلاد في بكركي لم يكن كبقية السنين. فلا رئيسَ فعلياً للجمهورية يزور الصرح ويعقد خلوةً مع سيّده قبل القداس الإلهي. هكذا فإن اليوم الميلادي الذي كان يتميّز سياسيّاً بما يقوله رئيسُ الجمهورية مرَّ باهتاً وبهدوء لافت. وحدها عظةُ البطريرك الراعي خرقت الهدوء. فالمؤتمن على مجد لبنان جدّد الصرخةَ في عظته، بل جدد اتهام السياسيّين بتعطيل الإستحقاق الرئاسي، داعياً إياهم الى انتخاب رئيس كي تعود الحياةُ الطبيعيةُ إلى المؤسسات الدستورية، وتَخرُجَ البلادُ من أزماتها القاتلة الإقتصاديةِ والمالية، والشعبُ من فقره وحرمانِه وقهرِه. وقد لاقاه في الموقف عينِه تقريباً المطران الياس عودة، الذي اعتبر أن الطبقة السياسيةَ التي يُفترض أن تكون قدوةً للمواطنين أصبحت لعنةً عليهم، وتساءل : الى متى السكوتُ عن تعطيل الدولة والسكوتُ عن السلاح المنتشر؟ لكن.. على من يقرأ البطريرك الراعي والمطران عودة مزاميرَهما؟ هل على نواب تخلّى قسمٌ منهم عن دورهم واقترعوا إما بالورقة البيضاء، وإما بكلماتٍ وشعاراتٍ وعباراتٍ لا تعني شيئاً باستثناء التهرّبِ من واجب وطنيٍّ مقدس؟

في التفاصيل السياسية لفت ما قاله جبران باسيل لل “ام تي في” اثناء وجوده في بكركي. فهو كشف انه بعد رأس السنة، وتحديدا في الاسبوع الاول من السنة الجديدة سيكون للتيار موقف واضح حول ما سيقوم به. ومع ان باسيل لم يفصح عن تفاصيل موقفه، لكن الواضح انه يحاول عبر توسيع مروحة اتصالاته السياسية التخلص من ثلاثة مرشحين لا يريد باي ثمن من الاثمان ان يصلوا الى قصر بعبدا وهم : النائب ميشال معوض، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وقائد الجيش العماد جوزف عون. فهل يصل باسيل في موقفه المنتظر الى حد اعلان اسم رابع؟ وهل حصل توافق او شبه توافق مع وليد جنبلاط على هذا الاسم؟ حتى الان المعلومات تؤكد ان لا شيء من هذا القبيل حصل. فلقاء الامس ظل في العموميات وينتظر ان يستكمل بتواصل يقوم بين النائبين باسيل وتيمور جنبلاط. لذلك يبقى الانتظار الثقيل سيد الموقف. وتبقى الرئاسة معلقة على توافق، لا يبدو انه سيتحقق داخليا، بل سيكون نتيجة حراك اقليمي ودولي قد يأتي بربيع الرئاسة وبربيع لبنان مع بدايات الربيع المقبل. وحتى ذلك الوقت ليس لنا الا ان نردد مع البابا فرنسيس: ساعد يا رب لبنان ليتمكن من التعافي بدعم الجماعة الدولية وبقوة الاخوة والتضامن. فهل يستجيب طفل المغارة فنخرج من مغارة اللصوص الى ضوء الحرية والتحرر؟