الصيف الحارق يلهب لبنان والعالم. ففي ظل استمرار الارتفاع في درجات الحرارة، حذرت وزارة البيئة في بيان اصدرته من ارتفاع في مؤشر الحرائق ابتداء من يوم غد الخميس، وذلك في كل المناطق اللبنانية.
اما في الجزائر وتونس وعدة بلدان اخرى فان الحرائق تتمدد وتوقع ضحايا وتلحق خسائر مادية كبيرة. اخطر هذه الحرائق في الجزائر، حيث سقط اربع وثلاثون ضحية. ومع ان لا خسائر بشرية في تونس لكن الوضع فيها لا يزال صعبا ، رغم الجهود المكثفة التي تبذلها الحكومة لاخماد الحرائق. ارتفاع درجات الحرارة في كل مكان واكبه في لبنان ارتفاع في درجات الحماوة المالية والسياسية. فلودريان عاد الى لبنان.
في ظل كلام مسرب عن مسؤول في حزب الله فحواه ان الثنائي ما زال يؤيد سليمان فرنجية ويرفض المساومة عليه، فاما ان ينتخب النواب فرنجية والا على اللبنانيين ان ينتظروا نتائج الانتخابات الاميركية في تشرين الثاني 2024. فهل بالتهديد والوعيد تستقيم الحياة السياسية؟ وألا يدل الكلام على ان حزب الله لا يزال على موقفه، فاما ان ينتخب الرئيس الذي يريده، واما على الاستحقاق الرئاسي السلام؟
ماليا، الصورة بشأن مصير حاكمية مصرف لبنان لا تزال ملتبسة. رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي زار اليوم عين التينة حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي اكد لميقاتي وجوب عقد جلسة لتعيين حاكم جديد لمصرف لبنان. وفي المعلومات ان جلسة لمجلس الوزراء ستنعقد الخميس، وعلى جدول اعمالها بند وحيد : تعيين حاكم جديد . وعلى الارجح، فان البند لن يمر بسبب معارضة التيار الوطني الحر غيابيا، وحزب الله حضوريا، الا اذا تمكن بري من الان الى الخميس من اقناع حزب الله بتغيير موقفه.
وفي حال فشل مسعى بري فان نواب الحاكم الاربعة سيتقدمون باستقالاتهم ، التي ستتريث الحكومة في قبولها الى حين تعيين حاكم جديد لمصرف لبنان. لكن التريث في قبول الاستقالة لن يغير في الواقع شيئا، اذ ان نواب الحاكم سيقاربون الازمات المالية مع تحمل حد ادنى من المسؤولية. فهل بمقاربة الحد الادنى يمكن معالجة ازمة مالية – اقتصادية بلغت حدها الاقصى… واكثر؟.