كلَ يوم يستيقظ اللبنانيون على خبر مقلق . فبعد اقل من يومين على اقرار الموازنة التي تمَسهم بحياتهم اليومية ، فاجأهم خبرٌ اشدُ خطورة . اذ قررت الادارة الاميركية وعددٌ من الحكومات الاوروبية وقفَ تمويل منظمة الامم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين- اونروا . طبعاً القرار على ارتباط بالتطورات الدموية في غزة ، والهدف منه الضغط على الشعب الفلسطيني . لكن المشكلة َ الحقيقية ان القرارَ يرتدُ سلباً ايضا على البلدان التي لجأ اليها الفلسطينيون ، وسيؤدي تطبيقـُه الى تصفية القضية الفلسطينية وانهاء حق العودة ، ما يعني توطينَ الفلسطينيين حيث هم ، ما يشكل خطراً وجوديا اضافيا على لبنان . في الاثناء، الوضع على توتره في الجنوب . وقد تزامنت التطورات الميدانية مع معلومات كشفتها صحيفة جيروزاليم بوست عن مناورات تُجريها القيادة ُ الشمالية في الجيش الاسرائيلي تحاكي معاركَ ضارية مع حزب الله . فهل اسرائيل تنوي حقاً فتحَ جبهة ٍ شاملة مع لبنان ام ان كلَ ما تُجريه هو للتهويل وللضغط على الحزب ولبنان؟ اقليمياً ، تطورٌ خطر تمثل في اعلان البنتاغون مقتل ثلاثة جنود اميركيين وجرحِ خمسة وثلاثين في هجوم على قاعدة على الحدود الاردنية -السورية . وقد حمّـل الرئيس بايدن ايران مسؤولية َ الهجوم . لكن قبل تفصيل كل هذه المواضيع نعود الى اشكالات ٍ وقضايا فجّرها اقرارُ الموازنة . والبداية من الغرامة على الشركات التي حققت ارباحاً عبر منصة صيرفة، وعلى التجار الذين استفادوا من الدعم. وهما بندان تم اقرارُهما بالشكل ، اما في المضمون فمسارُهما التطبيقي غير واضح.