قضي الامر، وما كان مرجحا أصبح مؤكدا. وزارة الخارجية الفرنسية اعلنت رسميا اليوم ان باريس ستستضيف الاثنين المقبل اجتماعا مخصصا للبنان يضم ممثلين عن فرنسا واميركا والسعودية ومصر وقطر، وذلك في محاولة لتشجيع السياسيين اللبنانيين على ايجاد مخرج للازمة التي يتخبط فيها بلدهم .
الاعلان الرسمي من باريس تزامن مع تأكيد وزيرة الخارجية الفرنسية من الرياض ان فرنسا ستسعى مع السعودية وبقية شركائها في المنطقة الى تشجيع الطبقة السياسية اللبنانية على تحمل مسؤلياتها وايجاد مخرج للازمة الرئاسية. مقابل الحراك الديبلوماسي الفرنسي في الخارج حراك ديبلوماسي عربي في الداخل ، اذ زار السفير السعودي وليد البخاري قائد الجيش العماد جوزف عون في اليرزة فيما زار القائم بالاعمال الكويتي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية في بنشعي .
فاذا عطفنا الحركة الديبلوماسية اللافتة على الحركة السياسية التي يقوم بها جنبلاط في اتجاهات عدة ، يتأكد ان ثمة شيئا ما يعد ولو على نار هادئة . فهل يصل الحل الى خواتيمه ، او يشكل فرصة ضائعة جديدة على طريق الاستحقاق الرئاسي؟
واذا كان الاثنين المقبل مهما على الصعيد الرئاسي ، فانه مفصلي على الصعيد القضائي . اذ ينتظر ان يستجوب القاضي طارق البيطار الوزيرين السابقين غازي زعيتر ونهاد المشنوق . ومن المرجح ان الوزيرين السابقين لن يحضرا الى قصر العدل ، ما يفتح الوضع امام احتمالات عدة . وبمعزل عن موقفي المشنوق وزعيتر فان ثمة سؤالا يطرح حول كيفية تصرف مدعي عام التمييز مع عودة البيطار الى مزاولة عمله . فهل يترك الامور تأخذ مجراها وهل يدع البيطار يزاول عمله، ام يتخذ قرارا ما يؤدي الى عرقلة استمرار التحقيق ؟ ماليا ، الدولار حافظ على ارتفاعه ملامسا عتبة ال 64 الف ليرة ، اما الشؤون الحياتية فمعلقة على لائحة انتظار لا تنتهي . واللافت ما كشفه نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب من واشنطن ، حيث اعلن ان قرض تمويل استجرار الغاز من مصر والطاقة من الاردن مجمد حاليا في البنك الدولي بسبب عدم انجاز كل الاصلاحات المطلوبة للكهرباء. فهل مسموح ان تستجر الحكومة الميقاتية لبنان الى العتمة الشاملة بسبب عجزها و فشلها ؟ على اي حال ، من يأمل من حكومة عنوانها الفساد ان تحقق اصلاحا؟!