جان ايف لودريان قالها بصراحة للمسؤولين اللبنانيين : لبنان السياسي سينتهي إذا ظل البلد بلا رئيس للجمهورية، ولن يبقى سوى لبنان الجغرافي. ورغم التحدي الوجودي الذي أطلقه الموفد الرئاسي الفرنسي، فإن مواقف الأطراف السياسية المعنية لم تتغير.
صحيح أن الرئيس نبيه بري تراجع عن فكرة الحوار، وقبل بالتشاور كما نقلت مصادره عنه، لكنه من جهة أخرى أعلن تمسكه بمبادرته. كما نقل عن لودريان قوله أمام وفد نيابي أن حزب الله لا يقبل بالمفاوضات الثنائية، وأنه مع حوار تقليدي برئاسة بري. ألا يدل هذا أن هناك نوعا من توزيع الأدوار بين طرفي الثنائي، وأن كلمة السر واحدة : لا لإنتخاب رئيس ما دامت المعادلة الإقليمية لم تتوضح بعد؟
وعليه، فإن زيارة لودريان الحالية لن تكون أفضل من سابقاتها، وقد تكون الغاية الحقيقية منها لا أن تحدث خرقا رئاسيا صعبا حاليا، بل ليعد الموفد الرئاسي الفرنسي تقريرا لرئيسه إيمانويل ماكرون وذلك قبل أن يعقد الأخير لقاءه السنوي المرتقب مع الرئيس الأميركي جو بايدن في النورماندي. البداية من اليوم الطويل للموفد الفرنسي في لبنان في رسالة مباشرة مع رامي نصار.