مرة ثانية يصنع دونالد ترامب الانتصار.. لكنه هذه المرة صنع التاريخ ايضا! فالرجل الحاسم والحازم تحدى كل العقبات ليحقق ابرز عودة سياسية في تاريخ الولايات المتحدة الاميركية.
الرئيس الخامس والاربعون لاميركا لم ييأس لأنه لم يربح المعركة مع جو بايدن في العام 2020 ، فلم يغادر الحلبة طوال اربع سنوات بل ظل في قلبها، وها هو بعد انتخابات قاسية يستعد للدخول الى البيت الابيض ليس على حصان ابيض فحسب، بل بتسونامي احمر لم يسبق له مثيل!
فالرئيس المنتخب السابع والاربعون اعطى دينامية هائلة وكبيرة لحزبه، فاذا به يحصد الاغلبية في مجلسي النواب والشيوخ وعلى مستوى حكام الولايات، وهو امر نادر في تاريخ الديمقراطية الاميركية. لكن، ماذا سيفعل دونالد ترامب الثاني بعد تسلمه صلاحياته الدستورية في 20 كانون الثاني المقبل؟
هو وعد بوقف المعاناة والدمار في لبنان وباحلال السلام في الشرق الاوسط. فهل يتمكن من تنفيذ وعده، أم ان واشنطن من فوق غير واشنطن من تحت؟
وكان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو استبق فوز ترامب باقالة وزير الدفاع يؤآف غالانت وتعيين يسرائيل كاتس مكانه، الذي توعد بتدمير حماس في غزة وهزيمة حزب الله في لبنان واحتواء العدوان الايراني.
وهذا يعني ان المعارك العسكرية والاستهدافات الامنية ستقوى، على الاقل من الان حتى دخول ترامب البيت الابيض. توازيا، أطل الامين العام لحزب الله فهدد وتوعد كالعادة، وبدت افكاره غير مترابطة وغير متناسقة ومتعارضة مع ما سبقها.
ففي كلمته في الاسبوع الفائت اعتبر نعيم قاسم ان الانتخابات الاميركية مفصلية، فيما رأى اليوم ان حزب الله غير مهتم بمن ينتخب رئيسا على اميركا. فليقرر قاسم ماذا يريد وليثبت على موقف واحد لنعرف حقيقة تفكيره!
وقد تقصد قاسم توجيه سهام الانتقاد الى الجيش اللبناني على خلفية عملية الخطف التي حصلت في البترون. واللافت انه لم يبد اهتماما بمعرفة مصير عماد امهز، كأن كل همه التصويب على الجيش وقائده لاسباب رئاسية. ثم، الم يكن الاولى بقاسم، وبدلا من ان يشكك بالدور الوطني للجيش، ان يشكك بمحور المقاومة الذي ترك حزب الله وحيدا في المعركة.
فاين سوريا الاسد؟ واين الحشد الشعبي في العراق والحوثيون في اليمن؟ واين خصوصا الايرانيون الذين يتفرجون على حزب الله وهو يدمر، فيما هم يتفاوضون من تحت الطاولة مع اميركا، وهي الشيطان الاكبر في الادبيات الايرانية الشعبوية؟
البداية من الولايات المتحدة، حيث سطر دونالد ترامب التاريخ بعودته الى البيت الأبيض وبنيل الجمهوريين غالبية الكونغرس.