آموس هوكستين غادر اسرائيل من دون الاعلان عن نتائج مباحثاته في تل ابيب، وحتى من دون ان يَصدُر ايُ بيان رسمي يوضح بعض ما جرى بينه وبين رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو. غياب البيان وانعدام الايضاحات يعنيان أمراً واحداً هو ان المباحثات لم تكلل بالنجاح، حتى الان على الاقل. فبين المقترح الاميركي والملاحظات اللبنانية والملاحظات الاسرائيلية على الملاحظات اللبنانية ابتعدت التسوية ، وابتعد هوكستين من جديد عائدا الى العاصمة الاميركية، من دون ان يُعرف ما اذا كان سيعود قريبا. وفيما ذكر موقع “اكسيوس” ان لا توقعات بالاعلان عن اي اتفاق لوقف اطلاق النار على الجبهة اللبنانية قبل الاسبوع المقبل، فان صحيفة “هآرتس” نقلت عن مصادر اسرائيلية ان التسوية ليست قريبة بل خلال اسابيع. وهذا يعني ان العدوان الاسرائيلي على لبنان مستمر جواً وبراً وبحراً. في الاثناء، اللبنانيون عاشوا اصعب استقلال منذ واحد وثمانين عاما. فبدلا من ان يستمعوا الى كلمة لرئيس الجمهورية، استمعوا الى تهديدات افيخاي ادرَعي! وبدلا من ان يشاهدوا عرضا عسكريا رمزيا للجيش اللبناني ، شاهدوا استعراضا عسكرياً حياً تضمن في ما تضمنه غارات اسرائيلية دمرت المباني ودكت المنشآت! وبدلا من ان يتابعوا حفلَ الاستقبال الرسمي في قصر بعبدا تابعوا تطورات المعارك القاسية في الجنوب والاستهدافات الدامية في الضاحية والبقاع! لذلك عذراً ايها اللبنانيون. فالسنة لا عيد استقلال حقيقيا. ففي ظل الظروف الدراماتيكة التي نعيشها لا يمكن ان يكون استقلالُنا عيدا بل مجرد ذكرى.. واقل حتى ! والسبب في ذلك من جروا لبنان الى حرب لاسناد غزة، فاذا بهم اليوم في حاجة الى من يساندهم ويسندهم ، حتى لا ينهار كل شيء على رؤوس الجميع! والسبب في ذلك ايضا، من قالوا لا لهوكستين عندما كان يأتي الى لبنان، قبل العدوان، وينصح بتطبيق القرار 1701. وبعد نشوب الحرب ها هم يقبلون بما يعرضه هوكستين وهو اكثر ايلاما لهم من ال 1701 ، لكن اسرائيل لا تقبل ولا ترضى! فما هذه الحسابات الخاطئة التي اوصلتنا الى الجحيم؟ وما هذه السياسة الحمقاء والخرقاء التي دمرت بلدنا وتكاد تقضي على استقلالنا؟ البداية في تقرير عن اليوم العسكري الكامل في يوم الاستقلال المنقوص.