فرنسا لم تعد طاحشة بخيار فرنجية – سلام ، ولم تعد واثقة بأنه خيار مناسب للرئاسة . فباريس ادركت اخيرا ان خيارها الرئاسي غير واقعي ولا حظ له في النجاح . أسباب التراجع الفرنسي كثيرة ، ابرزها فشل رئيس تيار المردة في تحقيق اي خرق على الصعيد المسيحي ، والموقف المتماسك للسعودية وقطر والولايات المتحدة في رفض انتخاب فرنجية … وإن بأساليب وبطرق تعبير مختلفة .
هكذا عاد السباق الرئاسي الى المربع الاول ، في ظل توازن قوى سلبي بين الثنائي وحلفائه من جهة ، وبين المعارضة من جهة أخرى . فالفريقان غير قادرين على الحسم ، وبالتالي فإن على كل منهما ان ينزل عن الشجرة ليعيد ترتيب اوراقه واوضاعه ، وليعيد تحديد الاسماء المرشحة عنده . في الاثناء ، لفت موقف للرئيس نبيه بري اكد فيه وجوب انجاز الانتخابات الرئاسية في الخامس عشر حزيران المقبل كحد اقصى . فهل يعني موقف بري انه سيدعو الى جلسة لانتخاب رئيس قبل هذا الموعد ، ام ان موقفه سيبقى في اطار الكلام والتمنيات لا اكثر ولا اقل؟
اقليميا، الوضع بين الانفجار والانفراج. ففي غزة القوات الاسرائيلية تتبادل القصف مع الفصائل الفلسطينية . وفيما شنت اسرائيل غارات جديدة على القطاع اسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، دوت صفارات الانذار في البلدات المحاذية للقطاع وحتى في تل ابيب، تحسبا لسقوط صواريخ فلسطينية فيها .
ويعتبر هذا التصعيد الاخطر منذ آب 2022. في المقابل، تلقت سوريا دعوة سعودية رسمية للمشاركة في القمة العربية في التاسع عشر من الجاري. وتزامن ذلك مع ورود معلومات من الداخل السوري تفيد ان الفصائل التابعة لايران بدأت بانزال الاعلام الايرانية من مواقع أساسية كثيرة داخل الاراضي السورية ، وذلك بطلب مباشر من السلطات في دمشق.
والواضح ان ما يحصل جزء من الاتفاق الذي اعاد سوريا الى جامعة الدول العربية. فهل هو مجرد تديبر شكلي، ام ان انزال الاعلام سيتبعه انحسار للنفوذ الايراني في سوريا ؟ وهل الرئيس بشار الاسد جاد في الموضوع، ام يناور كالعادة، وخصوصا ان النظام السوري اشتهر بمناوراته التي لا تنتهي؟