انه زمن الالتباسات الأخلاقية في أعلى تجلياتها . لقد انكشفت الدول العظمى والدول الأقل عظما وتبين لمن يريد أن يرى ويقتنع ان الانسان والقضايا الأنسانية الكبرى والعدالة وحقوق الشعوب لا تساوي شيئا في لعبة المصالح والأعداء أصدقاء والأصدقاء أعداء بحسب ما تقتضيه الضرورة .
لقد كانت هذه العلة منذ كانت الدول لكنها لم تبلغ يوما هذا المستوى من التحلل. هكذا يشاهد العالم ببرودة القتلة مدينة كوباني أو عيون العرب تقتلع شيئا فشيئا وتختفي عن الخارطة تحت ضربات داعش من دون أن يحرك احد ساكنا .
ومن تجليات الزمان الرديء أيضا ان تنبه طهران واشنطن الى ان سقوط نظام الأسد يشكل خطرا على اسرائيل ما يعني أن أميركا ليست الشيطان الأكبر واسرائيل ليست الشر المطلق .
زمن الأمثولات العظيمة هذا يفترض حقن دماء شباب حزب الله الذي يهرق على أرض الغير وضبضبة الشباب السني المتحمس . لكنه ايضا وقبل كل شيء زمن العمل على استرجاع الدولة.
في السياق يعقد لقاء بين البطريرك الراعي والرئيس سعد الحريري في روما وهشاشة اللقاء أنه يتم بين مقتنعين بضرورة انتخاب رئيس ويبقى غير المقتنعين خارج الحلقة .
أما في لبنان فقد تم تفكيك لغم المولوي في طرابلس، فيما بقي جرح العسكريين المخطوفين مفتوحا وسط الأمل بأن يكون السعي في الكواليس لتحريرهم فعالا ومجديا .
تزامنا شهد البحث في سلسلة الرتب والرواتب توليفة في الشكل ومنحت اللجان النيابية نفسها عشرة ايام لايجاد المخارج العادلة للعسكريين ولأساتذة التعليم الخاص .