دخلت النفايات كل شارع وكل زاروب الا انها عجزت عن دخول مجلس الوزراء، ليس لأنه محصن هندسيا ودستوريا بل لأن النكد السياسي أعطى الأولوية لدرس آلية عمل مجلس الوزراء فكان أن منع المجلس من ايجاد حل للكارثة البيئية وفشل في التوصل الى الآلية المثالية. وما حصل ان رئيس الحكومة اعتذر من اللبنانيين على مشهد اشتباكه مع الوزير جبران باسيل الأسبوع الماضي، لكن أحدا لم يعتذر من اللبنانيين عن مشهد النفايات التي اجتاحتهم.
أمر آخر، لقد اكتشف وزير البيئة أنه لا يحتاج الى مجلس الوزراء لحل أزمة النفايات فهو مفوض ويملك كل الصلاحيات ناقص موقع الطمر طبعا فتذكر واقتنع.
أما الحل فهو أن على اللبنانيين تحمل أطنان النفايات خمسة عشر يوما ريثما تلزم لشركات وكأن الشركات تصطف بانتظار القرار. وخلال هذه المدة ستوزع النفايات على المناطق طوعا للبلديات المتعاونة وقسرا في المناطق غير المتعاونة. هكذا وكأننا أكياس نفايات مقفلة يجب أن نصدق أن حل الأزمة بهذه البساطة. وما دام كذلك، الا يشكل امتناع الحكومة عن اعتماده جرما يعاقب عليه القانون كما يعاقب قاتل جورج الريف أم أن قتل اللبنانيين هو جنحة ارتكبها قاصر؟ 22 ألف طن ثمرة خمسة أيام وأكثر من 66 ألف طن في أسبوعين. انشقي ايتها المكبات وابتلعي هذا الطاقم قبل أن يبتلع هذا الشعب الصامت كالخراف.