بعد سقوط التيار الحر في اختباره الثاني في الشارع، لا بد للقيمين عليه أن يعيدوا تقييم الخسائر الناجمة عن حرقهم مجانا ورقة التهويل بالشارع. ألم تكن أجدى مواصلة قطع الطرقات على الحكومة في مجلس الوزراء كما هم يفعلون منذ سنة ونصف السنة وكما فعلوا اليوم عوض ان يقطعوا الطرقات على اللبنانيين المحترقة أنفاسهم بالنفايات والأمن والاقتصاد؟ وبعد، اذا كابر المكابرون واصروا على أن تظاهرة الأمس تسونامي جارف فماذا يقولون بالغداء الهادئ الذي جمع العماد قهوجي والعميد المناقبي شامل روكز فيما التيار يشتم قهوجي ويسعى الى الفصل المستحيل بين والجيش وعماده.
وعملا بالأمثولة المكتسبة بأن يكون الشارع في مجلس الوزراء بدلا من العكس، واصل وزراء التيار تعطيل عمل المجلس محاولين تفريغ مضمون يافطات الفتنة وعناوينها وديماغوجيتها في الجلسة فكان رد أعلى من الفتنة من وزراء المستقبل الذين سألوا وزراء التيار كيف يجالسون وزراء داعش؟ في وقت تولى الوزير بطرس حرب الرد وبعنف على الوزير بوصعب رافضا تشويهه تاريخه ونضالاته في مواجهة السوري قبل أن ينسحب من الجلسة معلنا اعتكافه الى أن يعود المجلس الى عمله المنتج. هذه الحوردة الغوغائية جعلت الجلسة بلا قرارات باتت ملحة: تمويل رفع النفايات، دفع رواتب القطاع العام والأخطر انقطاع الرواتب والتموين عن الجيش.