جلسة مجلس النواب اليوم تستحق ان تدرج في موسوعة غينيس، فهي قد تكون أقصر جلسة عقدها برلمان في العالم لانتخاب هيئة مكتبه . سبب قصر الجلسة معروف وواضح فطموح النواب الممددين لأنفسهم مرة أولى لا يتركز على اللجان بل على التمديد لأنفسهم مرة ثانية بحيث ينوبون عن الشعب دورتين بدلا من دورة واحدة . هكذا مرر نواب التمديد قطوع انتخاب اللجان بالتي هي أحسن بل بالتي هي أسرع وشخصت أنظارهم نحو الاجتماع الذي انعقد في مكتب الرئيس بري لأنضاج طبخة التمديد وهذا ما حصل . فالتمديد صار شبه مؤكد لسنتين وسبعة اشهر وفق اقتراح النائب نقولا فتوش الذي ينتهك حرمة المباديء الديموقراطية بالسهولة نفسها التي ينتهك بها حرمة قصور العدل ويضرب الموظفات بالسرعة نفسها التي يضرب بها القوانين بعرض الحائط .
ولأن اعتداء نائب الأمة على الموظفة واضح وصريح وسافر فان القضاء والحق العام مطالبان بأن يتحركا بأقصى سرعة لوضع حد لمن انتهك أبسط القوانين فيما مركزه يحتم عليه صون القوانين وتطبيقها وتطويرها . سياسيا أيضا الأنظار شاخصة الى السعودية حيث الرئيس سعد الحريري والدكتور سمير جعجع والنائب سامي الجميل . وفي المعلومات أن لا ترابط بين زيارتي جعجع والجميل وأن تزامن الزيارتين مجرد مصادفة .
في المعلومات أيضا أن البحث بين القيادات اللبنانية والمسؤولين السعوديين لن يتطرق البت الى موضوع التمديد لمجلس النواب بل سيتركز على المرحلة المقبلة وما تحمله من أخطار لاسيما في ظل احتدام الوضع الأقليمي واستمرار الفراغ على مستوى رئاسة الجمهورية .