لا احد ينعي الحكومة ولا طبيب في السياسة يجرأ على القول بأنها حية، انها تتأرجح بين الموت السريري والفالج النصفي، لكن الكل متمسك بها وقد استحق الجميع خطورة ما ارتكبه البعض فحشرها في منزلة وسطى بين الحياة والموت.
هذا التردد مرده ان احدا في الداخل لا يجرؤ على الاعلان عن وفاة المؤسسة الثالثة والاخيرة في الدولة بعد اغتيال رئاسة الجمهورية وشل مجلس النواب، والسبب الثاني هو الضغوط الدولية المتصاعدة لدفع اللبنانيين الى ابقاء بلادهم في منأى عن نيران المنطقة وعلى اللبنانيين بحسب هذه الدول التقاط فرصة التقاطع المصلحي المتجدد بينها لتثبيت الاستقرار في بلدهم.
يمكن التقاط هذه الاشارات في خطاب طرفي متناقضين الاول يتمثل في السعودية التي اكد سفيرها في لبنان هذا التوجه التبريدي وسيأتي النائب جنبلاط العائد من السعودية ليترجم ذلك عبر مبادرات تسعى الى تنفيس الاورام الناجمة عن الاشتباك الحاد بين العماد عون وتيار المستقبل واللقاء التشاوري.
والثاني يتمثل في الموقف الايراني الذي عبر عنه الامين العام لحزب الله في اصراره على بقاء الحكومة وعلى الحوار.
في الانتظار النفايات اليوم ايضا على طاولة رئيس الوزراء واللجنة المولجة بالملف وما رجح ان لا قرارات نهائية الليلة بانتظار انتهاء الدراسات الايدروجيولوجية لمواقع المطامر المقترحة في البقاع الشمالي.