“يا عيب الشوم”، أبلغ ما يوصف به فيضان النفايات الذي غمر لبنان. والتعبير مستعار من سيدة صورت بهاتفها نهرا مستحدثا من الزبالة، فتح لنفسه طريقا في حيها في أحد شوارع العاصمة صبيحة الأحد. والعيب ليس على النفايات، بل على من ترك هذه النفايات تتكدس أشهرا في شوارع لبنان وعلى تلاله، وبدلا من البحث عن كيفية التخلص منها، سعى إلى تدويرها لاستخدام سياسي.
ومن مآسي “تسونامي” النفايات اليوم، ان اللبنانيين استعرضوا كل القرف، لكنهم لم يروا رأسا واحدا من رؤوس أعدائهم من أهل السلطة يمر في طريقه إلى المطمر الذي يستحق.
مظلوم لبنان على يد هذه الطبقة الفاسدة، في الاستراتيجيا قسم منها يربط مصير لبنان بحروب المنطقة، وفي السياسة يربط قسم منها مصيره بمصالحه الشخصية، وقسم آخر يربط مصيره بمصالحه التجارية، والكارثة البيئية تتقاطع مع الأضلع الثلاثة لمثلث الشر هذا.
في السياق، وقبل كارثة اليوم، كان الرئيس سلام حدد الخميس مهلة قصوى للانتهاء من ملف النفايات، وإلا فإنه في وارد اتخاذ قرار خطير بحجم الكارثة الأخلاقية البيئية. أما الآن فالمأمول أمران: إما أن يدعو سلام إلى اجتماع عاجل لمجلس الوزراء بمن حضر، يضع فيه الشركاء موظفي الزبالة بالسياسة أمام مسؤولياتهم وينفذ خطة شهيب، أو فلتستقل الحكومة لأن أي قرار أقل من الكارثة، كارثة.