بعد تجاذب طويل ودام بين الفتنة التي تريد طرابلس عاصمة لها وبين الجيش الذي يريد المدينة العاصمة الثانية للبنان ، نجح الأخير أخيرا في ابقاء الفيحاء في حضن الدولة ، ليس لأهميتها الادارية والجغرافية والسيادية فحسب بل لأنها كنز للعيش الواحد وليست ما يريده لها المتصارعون من لبنانيين وغرباء منفذا للاقتتال الطائفي أو منفذا بحريا لحال همجية.
صحيح أن الثمن كان كبيرا لكن الأثمان تهون أمام مهمة بهذا البعد الوطني الكبير. غير ان الأصعب من الاستشهاد ومن الدم المسفوح هو التشكيك بما يقوم به الجيش غداة كل انتصار من عرسال وجرودها الى طرابلس وبحنين وجوارهما والعقبى التي لكل المربعات الخارجة عن الدولة .
ومن بين الأكثر تضررا من نجاح الجيش في تحرير بعض أحياء طرابلس الجهات الارهابية الخاطفة للعسكريين، فهؤلاء تحركوا تضامنا مع مسلحي طرابلس مهددين بتصفية بعض المخطوفين ما نشر جوا من الذعر في صفوف أهالي المخطوفين.
في هذه الأثناء نقل الجيش عملياته الوقائية الاستباقية الى صيدا حيث دهمت مجموعاته مستودعات يخزن فيها الارهابيون اسلحة ومتفجرات. وقد حظيت الخطوات الأمنية بغطاء سياسي وديني وأهلي عز نظيره من الفاعليات السنية الوطنية.
توازيا حمل رئيس الوزراء تمام سلام هموم النازحين السوريين الانسانية والأمنية الى مؤتمري مجموعة الدعم الدولي للبنان والنازحين الى دول الجوار معلنا عدم قدرة لبنان على تحمل المزيد .