يبدو ان مجلس الوزراء امس اخطأ العنوان، فبدلا من ان يصوغ بيانه التوضيحي الموجه الى السعودية بحبر سيادي، فقد صاغه بحسب المطلعين على كواليس الديبلوماسية في المملكة بحبر حزب الله وبمفرداته فكان ان وصلت الرسالة الى طهران.
هذا باختصار ما استنتجه كل من سمع السفير السعودي في بيروت رغم تحفظه ولياقته، وهذا ما ظهر جليا في مواصلة الرياض اجراءاتها التصعيدية ومنعها رعاياها من السفر الى لبنان ومعها الامارات، فيما لوحت دول مجلس التعاون الخليجي بالاجراء ذاته.
ولا تتوقف الامور عند هذا الحد، اذ يبدو ان هناك دفتر شروط غير سهل يتعين على الرئيس سلام التقيد به قبل استقباله في المملكة، وعند الاحتماء وراء تركيبة لبنان الهشة للتملص ينبري في المملكة من يقول ولماذا يستستهل لبنان اغضاب السعودية ويتحاشى دائما اغضاب ايران؟
مما تقدم، يتضح ان زمن تفهم الخصوصية اللبنانية قد ولى، وعلى اللبنانيين الخروج من الرمادية الى الالوان الفاقعة ولكن بأي ثمن؟ واذا كان الحياد الحقيقي هو الدواء من يقنع حزب الله؟