موقف الرئيس الحريري المعلل الذي وضع انتخاب رئيس الجمهورية في رأس سلم الأولويات الوطنية وقبل الانتخابات النيابية، وموقف رئيس القوات سمير جعجع المتمسك باجراء الانتخابات النيابية الذي لا يتعارض مع حتمية انتخاب رئيس، اراد الرجلان من الموقفين وضع حد لما وصفته أوساطهما بمحاولة الاستغلال لخطوة مد اليد التي قام بها فريق الرابع عشر من آذار لإقناع الفريق الآخر بقبول البحث في مبادرته الرئاسية. وقد جرى خلط غير بريء بين محاولات تسيير عجلة الدولة من خلال القبول “بتشريع الضرورة” والتصوير بأن كل الاستحقاقات الدستورية والوطنية خاضعة للتفاوض. غير أن وضع النقاط على الحروف لم ينسف المحاولات الجارية لتسيير شؤون الدولة والناس.
غير أن هذا التطور على أهميته بدا وكأنه ينتمي الى ماض بعيد، بعدما استفاق اللبنانيون على أصوات أهالي العسكريين المخطوفين يطالبون المعنيين بتسريع اطلاقهم، وقد ارتفع منسوب مخاوفهم بفعل التهديدات الجديدة لأبنائهم التي أطلقها الارهابيون. علما أن الخبراء فسروا تصعيد الخاطفين بأنه استباق لوصول الوفد القطري، والغاية منه تعزيز شروطهم التفاوضية.
وسط هذه المخاطر التي يتعرض لها لبنان، رحل الصوت الوطني الهادئ، رجل الحوار والاعتدال في زمن التعصب، رجل الدين المسلم العلماني، لقد استسلم المحارب من أجل الحياة، العلامة هاني فحص، لمشيئة الرب.
دوليا انظار العالم كله مسمرة على اسكتلندا، تنفصل عن سلطان صاحبة الجلالة الملكة أم تبقى تحت التاج، الاستفتاء وحده يملك الجواب.