المشهد على جادة شفيق الوزان وفي قصر بعبدا، كان منتظرا منذ أكثر من عامين، وهو تحقق أخيرا وإن بشكل منقوص. إذ ان وجود رئيسين للحكومة الأول يصرف الأعمال والثاني مكلف ولم يؤلف حكومته بعد، أفقد المشهد بعض رمزيته المعبرة. مع ذلك بقيت فرحة العيد أقوى بوجود رئيس للجمهورية خلص الكيان من مخاطر الشغور والفراغ.
كما تجسدت فرحة العيد، عبر العرض العسكري الذي أكد ان الجيش طور جهوزيته وقدراته المختلفة إلى حد بعيد، وهو ما أتاح له ان يتحول جيشا نموذجيا على صعيد محاربة الارهاب.
في الملف الحكومي تطوران على صعيد الشكل ومراوحة على صعيد المضمون. في الشكل أولا تفاءل المتابعون بصعود الرئيسين بري والحريري في سيارة واحدة من بيروت إلى بعبدا. وتعمق التفاؤل أكثر فأكثر بالاجتماع الرباعي الذي انعقد في القصر الجمهوري بين الرؤساء عون، بري، الحريري وسلام. لكن تبين فيما بعد ان التطورين شكليين لم ينعكسا على المضون، إذ ان الأمور عادت وتعقدت من جديد، بحيث ان كل المعلومات ترجح ان لا حكومة من الآن حتى نهاية الشهر الجاري على الأقل.