يقترب لبنان من عيد الاستقلال والجمهورية من دون رئيس، واذا كان الرئيس تمام سلام ابن بيت الاستقلال اختصر المناسبة بكلمة ملؤها الاسى على غياب رأس هرم الدولة الا ان الخطوة الميثاقية والوطنية بامتياز ابرزت أكثر فداحة غياب الرئيس. وكانت مبادرة العماد عون التي اطلقها عبر برنامج بموضوعية على صعوبة امرارها قد اضاءت شمعة خجولة في طرف النفق سرعان ما تلقفتها القوات اللبنانية بإيجابية بما هي مطلب مزمن للدكتور سمير جعجع.
ورغم ان المبادرة حصرت السباق الى بعبدا بمرشحين اثنين ما يصعب تحليلها في قاموس الديمقراطية الا ان المراقبين دعوا الى تلقفها بإيجابية مذكرين بأن الدولة تعوم على الاستثناءات والالتفافات على الدستور ولن تغص بواحدة جديدة بيضاء ستكون لها مفاعيل انقاذية ان كتبت لها الحياة.
هذا في العام، اما في التفصيل فإن العماد عون راهن على امرار مبادرته على ثلاث، الاول الحس الوطني الانقاذي العالي لتيار المستقبل والرئيس بري. الثاني حشر النائب جنبلاط امام خيار انتخاب احد المارونين الاقويين او الامتناع ما يقفده لاحقاً دور عراب الجمهورية ويحمله وزر التعطيل. الثالث بيع الدكتور جعجع من كيسه شرف منازلته.
تزامناً ارتفع منسوب التفاؤل بنجاح اللجنة النيابية المكلفة اعداد قانون للانتخاب وقد بدأت تتولد قناعة لدى كل الفئات بأن القانون المختلط النسبي هو الحل.
في الاثناء واصل النائب مروان حمادة امام المحكمة الدولية كتابة تاريخ حقبة التحضير للاستقلال الثاني والتي أدت الى اغتيال الرئيس رفيق الحريري.