لبنان استفاق من الصدمة ويحاول لملمة جراحه. الجثامين الثلاثة تصل بعد قليل من اسطنبول، كذلك الجرحى الخمسة. ولم يبق في تركيا إلا كريمة النائب اسطفان الدويهي بشرى، التي لا تزال تتلقى العلاج المناسب.
الجريمة على مأساويتها وسوداويتها، لم تلغ حقيقة إيجابية، وهي أن الدولة بأجهزتها كاملة، تصرفت بمسؤولية وتحركت بفاعلية، وآخر ما قامت به توقيفها رمزي القاضي الذي شتم ولعن الشهداء اللبنانيين الذين سقطوا في اسطنبول.
في هذا الوقت بدأت القراءة الأمنية لما حصل في ملهى “رينا”، وهي قراءة تطرح أكثر من سؤال، إذ كيف يمكن لرجل مسلح من اجتياز حراس الأمن عند الباب الخارجي وعددهم عشرة؟، وكيف تمكن أيضا من المرور على جهاز كشف الأسلحة؟، ثم كيف لم يلاحظ الحراس العشرة الموجودون داخل الملهى أي حركة غريبة صدرت عنه؟.
كلها أسئلة برسم التحقيقات التي تجريها السلطات الأمنية التركية، علما أن ثمة تحليلات تجزم أن الرجل تلقى مساعدة ما من داخل الملهى المقصود من مشاهير العالم.