القديس مارون أكيد كان فرحا باكتمال عقد الدولة تحت قبة كنيسته بكل تلاوينها الطائفية والسياسية. كان فرحا بملء اللبناني الأول المقعد الأول، وهو كان تابع بقلق محاولات تغييبه جسديا ومعنويا وسياسيا عن رأس الجمهورية. وقد صلى مارون كثيرا حتى نور الله العقول وانزاح الكابوس، ليس عن صدور المسيحيين والموارنة فقط، بل عن صدور كل اللبنانين اللذين اقتنعوا بعد شغور متماد بأن لا لبنان من دون مسيحيين، كما اقتنع المسيحيون بأن لا وجود لهم بلا دولة قوية.
لكن الأمور لا تستقيم بالصلوات والقداديس فقط، فالجهد يجب ان يكون كبيرا للابتعاد بلبنان عن المهالك وسط المحيط المحترق. ولعل أول الواجبات هو التوصل إلى قانون انتخاب عادل. في السياق، ورغم التصلب والتشجنج والعودة إلى الشروط التعجيزية كالنسبية الكاملة ولبنان دائرة واحدة، فإن أوساط الرئيس عون ورئيس الوزراء سعد الحريري والقيادات المختلفة، ما عدا قلة منهم طبعا، مقتنعون جميعهم بقرب التوصل إلى قانون انتخاب جديد وعادل في مهلة زمنية معقولة.