مرة جديدة يضرب الارهاب والارهابيون ضربتهم ومرة جديدة يغيب القرار اللبناني الواضح . علي البزال شهيد رابع للجيش وقوى الأمن الداخلي يعدم، فيما الحكومة حتى الآن لا تدري ماذا تفعل . التراخي والمماطلة هما اللذان أوصلا الأمور الى هنا والتراخي والمماطلة إذا استمرا يمكن أن يوصلا الأمور الى الأسوأ ، وعليه فان الحكومة مدعوة الى اتخاذ قرار : فاما السير في طريق المفاوضات والمقايضة حتى النهاية واما المواجهة مهما كان الثمن . أما البقاء في دائرة اللاقرار والتسويف والمماطلة فإنه لن يضع فقط حياة العسكريين على المحك بل سيسقط ما تبقى من هيبة الدولة وهو ليس كثيرا .
في الأبعاد والخلفيات ، اعدام علي البزال اسقط الرهان على الجانب القطري وأثبت مرة جديدة أن القطريين ليسوا معنيين بالعمق بملف المخطوفين العسكريين، وخلية الأزمة التي اجتمعت عصرا في دارة الرئيس تمام سلام إنطلقت من هذا المعطى لمقاربة الملف الدموي الملتهب .
في هذا الوقت بدا ان غضب الأهالي لا سقف له هذه المرة فهم طالبوا الحكومة بالاستقالة وقطعوا طرقات وسط العاصمة كما قطعوا اوتوستراد طرابلس في الاتجاهين ولوحوا بتصعيد مفتوح ولاسيما بعدما تلقوا اتصالات من الخاطفين هددوا فيها بتصفية جميع أبنائهم .