وأقلع العام الجديد مثقلاً بأحمال ملفات العام الذي سبق، وإذا أردنا استكشاف أسباب هذا المسار الإنحداري الذي وُضعت الدولة على سكته، نجد أنفسنا في بدايات الجمهورية الثانية أوائل التسعينيات.
المشكلة في الاحتلالات الطويلة التي ربضت على صدر لبنان، أم المشكلة في قيادات جلابة للاحتلالات في مختلف مظاهرها، بما هي حالات سرطانية نافية للدولة. والجواب نجده حتماً في القراءة الثانية لأن لبنان تحرر من الاحتلالين، وإذا بالبعض يحتفظ بوسائلهما ويستلهم أساليبهما ويسعى الى استعادتهما.
وبعد، أليس احتلالاً أن يكون لبنان بلا كهرباء بعدما صرف مواطنوه أكثر من 24 مليار دولار؟ أليس احتلالاً تعطيل الدستور ومنع انتخاب رئيس للجمهورية؟ أليس احتلالاً التعايش مع جيش غير شرعي رديف؟ أليس احتلالاً أن يكتشف اللبناني أنه لا يأكل وأولاده لقمة نظيفة؟
هذه العينات الفاقعة نتحدى بها اللبنانيين علّهم يتوقفون عن استشارة المنجّمين عن المستقبل ويبدأون النضال من أجل وطن أفضل؟ وسط هذا المشهد رحل عمر كرامي، على أكف 3 ولادات، المسيح والعام الجديد والمولد النبوي، من دون أن يشهد ولادة لبنان الحقيقي. ومن وداعه نبدأ في تقرير لهيثم خوند.