في العادة وعندما يحل فصل الأمطار بدءا من اواخر ايلول يتصدر معبر ضهر البيدر نشرات الطقس حيث يسود الضباب ويقفل الثلج الشريان البري الرئيسي المؤدي الى منطقة البقاع ومنها الى العاصمة. اما اليوم فصار المعبر شريانا استراتيجيا يتحكم به اهالي العسكريين المخطوفين كوسيلة وحيدة وجدوا انها فعالة لممارسة الضغط على الحكومة والقوى السياسية لتحرير ابنائهم.
اليوم اختلط قلق الاهالي على المعبر المذكور بالخطر والبرد وبدخان الدواليب المشتعلة ولا تملك الحكومة التي تبذل قصارى جهدها لتحرير العسكريين اي برهان ملموس على ما تقوم به لطمأنتهم، علما بأن مسألة المقايضة المشروطة ستتخطى تشريع الضرورة من حيث الأهمية والخطورة وستكون مادة رئيسة على طاولة مجلس الوزراء هذا الأسبوع بعدما بدأت تجد أكثر من مسوق لها وتحديدا في نصف الحكومة المنتمي الى 14 آذار والى التيار الوسطي .
ولا تتوقف هموم لبنان عند هذه القضية التي هي فرع من هم أكبر، يتمثل في الخطر الذي يتهدد حدوده الشرقية من بوابات النازحين وداعش واطماع النظام السوري الذي يسعى الى تغطيسه ديبلوماسيا وعسكريا لجعله جزءا من الحرب الدائرة عنده .
هذا التوصيف الذي لقي اجماعا في الأمم المتحدة وتم اسماعه للرئيس سلام مقرونا بالجزم بأن الأسد لن يكون جزء من التحالف لقي رفضا سافرا من وزير الخارجة جبران باسيل الذي أبى الا ان يجتمع بوزير خارجية النظام السوري وليد المعلم حيث تعدى التفاهم بين الرجلين الخطاب الى الصورة والى لغة العيون .
وكان باسيل ارتكب فظاعة ديبلوماسية اخرى من العيار الثقيل اذ حول القائمة بأعمال بعثة لبنان في الأمم المتحدة الى مادة للدعابة أمام نظيره الاماراتي .