أعاد الرئيس سعد الحريري النبض إلى قلب السياسة شبه المتوقف في شقيه الخاص والعام. في الخاص وضع الحريري مؤيدي تياره في الظروف التي أملت الحوار مع “حزب الله”، كما طمأن الحلفاء بأنه في صلب مسيرة 14 آذار في عبورها الصعب إلى الدولة. وإلى “حزب الله” أوصل الحريري رسالة صريحة، بأن في يد الحزب الانتقال من مرحلة ربط النزاع مع المكونات الوطنية إلى علاقة ندية، والخطوة الأولى تبدأ بالعودة الى لبنان.
يبقى أن خطاب الحريري العالي النبرة لم ينسف الحوار مع الحزب، تماما كما لم تنسفه طائرة “حزب الله” التي حلقت أمس فوق شمالي إسرائيل، وقبلها عملية شبعا.
كلمة السيد حسن نصر الله في ذكرى الشهداء القادة الاثنين، ستؤكد صمود الحوار أو انهياره.
في الشق الرسمي، يأمل المراقبون أن يسهم وجود الحريري في لبنان في إنقاذ الآلة الحكومية من التوقف الكلي، من خلال إيجاد السبيل إلى تعديل مقبول لآلية إدارة مجلس الوزراء.
أما في ما يخص الملف الرئاسي، فالأنظار تتوجه إلى التفاهم الذي تتم حياكته بين الرابية ومعراب، والمعلومات في هذا الإطار منقسمة بين تفاؤل غير مسند وتشاؤم غير مسند، بأن يصل العماد عون والدكتور جعجع إلى تزاوج ينتج رئيسا أو أقله إلى تفاهم يرفع عن المسيحيين التهمة بأنهم هم من يفخخون طريق بعبدا.