إنحسار المنخفض الجوي وذوبان الثلج، صارا عنوانين لملفين: انمائي- حياتي يتمثل في الأضرار التي يتبين تباعا انها كبيرة في البنى التحتية والزراعة. وأمني، إذ تم ضخ كم هائل من المعلومات القصد منها التهويل بأن اعتدال الطقس سيعيد السخونة إلى السلسلة الشرقية، حيث يتهيأ “داعش” و”النصرة” لهجومات كاسحة على مواقع الجيش و”حزب الله”، ما سيعرض عدة مناطق لخطر الاجتياح.
والمقصود من هذه الأخبار، هو ان الجيش و”حزب الله” واحد، وهما يعملان لحماية لبنان من الهجمات التكفيرية وبرضى أميركي، علما ان الجيش قادر تسليحا وعتيدا على صد أي هجمات من أي مكان أتت.
مفاعيل هذا الضخ لها انعكاساتها على الحياة السياسية، إذ انها ترسخ حال الطوارئ غير المعلنة التي تعطل الحكومة والمؤسسات الديمقراطية، وتبرر مقولة ان لا صوت يعلو صوت المعركة، في استنساخ لأدبيات الأنظمة العربية البائدة التي حاربت بموجبها شعوبها عقودا ولم تحارب اسرائيل.
واضعو الخطة يحرصون على ان لا تصل الحوارات إلى نتيحة، ولا البرلمان إلى انتخاب رئيس، ولا الحكومة إلى ايجاد آلية موقتة تدير بواسطتها البلاد في انتظار نتيجة المخاض الجهنمي في الاقليم. والأخطر في الأمر، هو تبشيرهم بربيع حربي، مجهضين حتى الحلم بصيف سياحي واعد.