8 آذار 2005، 8 آذار 2015. عشرة أعوام كاملة انقضت على تظاهرة “شكرا سوريا” التي شكلت المنطلق والأساس لقوى الثامن من آذار.
في هذه الأعوام كانت قوى 8 آذار أحد ركني الاصطفاف الحاد في البلد، وهي في الحقيقة لم تقدم مشروعا للوطن سوى مشروع “حزب الله”. فالحزب بقوته السياسية والعسكرية والمادية والاعلامية وبامتدادته الاقليمية ومشاريعه الاستراتيجية، جعل كل قوى 8 آذار تدور في فلكه وتلحق به في مغامرته الخطرة داخل لبنان وخارجه، حتى أضحت كل هذه القوى مجرد ظل خافت لحزب يعرف تماما ماذا يريد ويرغم شركاءه ان يسيروا وراءه ولو مرغمين.
و8 آذار يذكر بيوم 14 آذار. ففي هذا اليوم كانت التظاهرة المليونية غير المسبوقة في تاريخ لبنان والتي نتج منها تشكل قوى 14 آذار. لكن المؤسف ان هذه القوى لم تكن على قدر الآمال المعلقة عليها.
صحيح ان الشعارات التي رفعتها محقة وتؤدي إلى قيام الدولة، لكنها شعارات ظلت بعيدة من التحقق، فأركان قوى 14 آذار لم يضعوا خطة مدروسة متكاملة بل خضعوا في معظم الأحيان لردات الفعل، ما أفقد “ثورة الأرز” زخمها و”انتفاضة الاستقلال” اندفاعتها.
وها هم اليوم الأركان الأساسيون لهذه القوى، أي: “تيار المستقبل”، “القوات اللبنانية” و”الكتائب”، يخوضون مفاوضات سسياسية ويجرون حوارات بالمفرق لا بالجملة، ما يعني ان الروحية الحزبية أضحت اقوى من روحية 14 آذار حتى عند أركان 14 آذار؟
لكن قبل السياسة وشؤونها، نتوقف للمرة الثانية خلال شهرين مع تفوق لبناني ذي طابع عالمي. فهبة طوجي تألقت مجددا في “ذا فويس” بنسخته الفرنسية وتأهلت للمرحلة الثالثة.