Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار ”MTV” المسائية ليوم السبت في 14/3/2015

للمرة العاشرة إنها ذكرى 14 آذار. في المبدأ هي ذكرى مفرحة لأنها تسترجع لحظات زاهية من نضال تكرس لرفع كابوس الوصاية السورية عن لبنان. لكن ما كان مفرحا قبل عشر سنوات صار محزنا اليوم، ومن لا يصدق فليتذكر كيف كانت الساحات والطرقات ملأى قبل عشر سنوات وكيف هي فارغة اليوم. ومن لا يصدق فليتذكر كيف ان النفوس والقلوب كانت مشحونة بالثقة والأمل والايمان قبل عشر سنوات، وكيف صارت مثقلة بالفراغ والخيبة اليوم. ومن لا يصدق فليتذكر ان سلسلة التراجعات والتنازلات والهزائم التي راكمتها قوى 14 آذار طوال عشر سنوات، جعلتها جسما مترهلا بلا روح، ما حملها على أن تحتفل بمرور عقد على تأسيسها باصدار طبعة جديدة من الوثائق السياسية التي لن يقرأها أحد ولن يهتم بها أحد وستبقى مجرد حبر على ورق.

المشهد في البيال اليوم كان محزنا حقا. فبما تختلف الوثيقة السياسية الجديدة عن الوثائق القديمة التي لا يتذكر مضامينها إلا الذين كتبوها؟ وبما يختلف المجلس الوطني المنوي انشاؤه عن الأمانة العامة؟ وهل بزيادة الأجهزة والمؤسسات والإكثار من التسميات الطنانة الرنانة تستعاد الجماهير الخائبة والثورة المفقودة؟ ان قوى 14 آذار كانت مطالبة في الذكرى العاشرة على تأسيسها باجراء مراجعة حقيقية لتاريخها وذلك لتحديد موقعها حاضرا ولرسم خريطة طريقها مستقبلا. وما دام هذا الأمر لم يحصل في العمق، ولأن المراجعة التاريخية لم تكن نقدية بل مجرد مراجعة فولوكلورية استعراضية، فإننا نقول لجماهير 14 آذار وفي ذكرى 14 آذار: وداعا 14 آذار، على الأقل حتى اشعار آخر.