الرئيس فؤاد السنيورة كان اليوم نجم المحكمة الدولية. شهد كما شهد من سبقوه وعلى الحقبة الزمنية والأمنية والسياسية نفسها، لكنه اضاف الى الشهادة نكهة لا يعرف اضافتها الا الرجل الأقرب من رفيق الحريري وكاتم الأسرار الحي الوحيد الباقي بعد استشهاد باسل فليحان.
يبقى أن فحوى شهادة السنيورة في يومها الأول تمحورت حول جو الالغاء الذي كان يشتمه في تصرفات النظام السوري والذي كانت الاهانة اللفظية المسيلة للدموع والجارحة للكرامات عنوانه التمهيدي. أما السبب فكان معرفة الأسد الإبن أن الحريري قرر الخروج على الوصاية والانضمام الى ركب المطالبين بالحرية والسيادة والاستقلال.
داخليا، توزعت الاهتمامات في ثلاثة اتجاهات: الأول البحث عن تخريجات لمنع الشغور في المراكز الأمنية العليا. الثاني الاتفاق في هيئة مكتب المجلس الثلاثاء على جدول أعمال الجلسة التشريعية بما لا يتعارض مع مفهوم المسيحيين الصارم لتشريع الضرورة. أما الثالث فخوض الخارجية اللبنانية معركة الدفاع عن حزب الله لمنع مجلس حقوق الانسان في الأمم المتحدة من ادراجه على لائحة الارهاب وسط قبول عربي شبه شامل بادراجه، الأمر الذي سيصعب مهمة الرئيس سلام في القمة العربية ولبنان في أشد الحاجة الى دعمها المالي والعسكري.