عيد أضحى مبارك. من المرات القليلة بل النادرة في تاريخ لبنان الحديث، التي يختلط فيها معنى العيد بواقع انساني وسياسي ووطني مأسوي إلى حد التماهي. الجمهورية ضحية بقطع الرأس، الجيش ضحية بعض الطبقة السياسية التي لم تتورع عن توريطه برجاله في معارك استلحاقية كان في غنى عنها، وضحية باستمرار خطف عدد من عسكرييه المهددين بالقتل في أي لحظة.
الحكومة في حال تصريف أعمال معرضة للتفكك في أي لحظة، ومجلس النواب يطوي أوراقه الأخيرة بانتهاء الولاية، أو ينتحر معنويا بسقوطه في محظور التمديد. أما الملفات الانمائية والحياتية، من الكهرباء إلى الرواتب، ففي حال موت سريري. ويسعى الحراك اليائس على صعيد المؤسسات إلى تنظيم التفليسة، فبعد رد السلسلة إلى أحضان اللجان النيابية، سيجد نواب الأمة ومشترعوها أنفسهم يسابقون الأيام الفاصلة عن انتهاء ولاية المجلس الحالي من أجل إيجاد التخريجة المقبولة للتمديد، ويتعين على السعاة في هذا الاتجاه تخفيض نسبة المزايدات وتهدئة مغالاة المهددين بالطعن، كي يتم العمل على تحديد فترة التمديد.
اقليميا، تتركز حملة التحالف ضد الارهاب على وقف تمدده إلى مساحات جديدة، وتبدو مدينة كوباني الكردستانية السورية على الحدود مع تركيا، نقطة استراتيجية هامة. والسؤال، هل تسمح أنقرة بسقوطها بحيث يصبح لدولة “داعش” حدودا مشتركة معها، أم تتدخل عسكريا لمنعها، رغم اعتراضات النظام السوري؟