فصح مجيد. المسيح قام، لكن لبنان لم يقم، فالرب قال انهض لأنهض معك، وهذا ما لم يحصل. ولعل دعوة المتروبوليت الياس عودة نواب الأمة إلى سجن أنفسهم في البرلمان إلى ان ينتخبوا رئيسا للجمهورية، تختصر كل الصورة. إذ ان اللبنانيين المخلصين رجوا بعض النواب الممتنعين عن القيام بواجبهم الدستوري، ولم يستجابوا. وكذلك فعل البطريرك الراعي وذهبت صرخاته في واد.
في الانتظار، الاهتمامات تتركز على الحفاظ على الحكومة، والحفاظ على الحوارات. أما في الآني، فالسعي متواصل من أجل تحرير العسكريين ومحاربة الارهابيين، النائم والمستيقظ، وانقاذ سائقي الشاحنات.
وفي زمن الفصح، أي زمن القيامة، ضرب الموت ضربته عند الفجر والحصاد كان ثمينا، حادث سير مروع أودى بالفنان عصام بريدي. عصام الوجه المشع فرحا وشبابا، الممثل والمغني الذي امتهن تجسيد صور الحياة بحلوها ومرها وملأ سهراتنا فرحا، دعاه الرب لمواكبته في رحلة الصعود إلى جواره، فنفذ السيناريو الالهي بلا تردد.
والميتة هذه المرة ليست دورا في مسلسل ولا تشخيصا على مسرح، بل هي ميتة حقيقية لا يخفف من قسوتها سوى إيمان عصام وعائلته بأن الانسان عابر على هذه الأرض وجهته مدينة الله.
الـmtv تتوجه إلى عائلة عصام والجسم الفني، وإلى شقيقه الزميل وسام، بأصدق التعازي. ونقول لهم بحرقة: مصابكم هو مصابنا. رحم الله عصام.