وسط لهيب الارهاب الذي يلتهم المنطقة وأجزاء عديدة من العالم، يبدو لبنان واحة آمنة عصية على الاختراق، والسبب يعود إلى أمرين: الأول، اتعاظ اللبنانيين وأقله غالبيتهم من دروس حروب الآخرين على أرضهم، والتي كانوا وقودها لزمن طويل أسود. والثاني، العمل الدؤوب للجيش والقوى الأمنية على حماية الداخل بالعمليات الوقائية ضد الخلايا النائمة وتحصين الحدود ضد الاختراقات.
تزامنا، الاستنفار بلغ ذروته في الدول التي ضرب فيها الارهاب مؤخرا، وفي الدول التي تعتبر نفسها مستهدفة. والوضع شبيه بالأيام التي أعقبت تفجير برجي التجارة العالمية في 11 أيلول.
وإذا كنا نجحنا حيث فشل الآخرون، إلا ان حصانتنا تشكو من ثغرتين خطرتين: الأولى تدخل “حزب الله” في الحرب السورية. والثانية ضرب المؤسسات والاستحقاقات الدستورية.
في الانتظار، لا مجلس وزراء في المدى المنظور، فيما الهجمة على موقع قائد الجيش تتواصل.
في الأثناء، الملف النووي الايراني الذي يؤثر عضويا على الأزمة اللبنانية دخل حالا من المراوحة السلبية في أمتاره الأخيرة، كما كان متوقعا، فقرر المفاوضون في فيينا تمديد مدة عملهم أياما بما يتجاوز تاريخ ال 30 من حزيران، معللين ذلك بوجود الكثير من العمل الذي لا يزال ينبغي القيام به.