في غزة الغارات متواصلة، وعلى الحدود الجنوبية للبنان المواجهات مستمرة أيضا. اسرائيل كثفت غاراتها الجوية على القطاع موقعة المزيد من الضحايا، الذين بلغ عددهم حسب وزارة الصحة 5087 اضافة الى اصابة 15273 بجروح.
وقد هاجم الجيش الاسرائيلي 320 موقعا لحماس خلال الساعات الاربع وعشرين الماضية، شملت انفاقا تضم عناصر لحماس والجهاد الاسلامي ومجمعات عسكرية ونقاط مراقبة.
في ظل هذه الاوضاع دخلت دفعة جديدة من المساعدات الانسانية الى غزة ، لكنها تظل اقل بكثير من المطلوب، وهو ما حمل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل على التشديد على ضرورة ارساء هدنة انسانية ضرورية للسماح بتوزيع المساعدات الانسانية.
توازيا، الهجوم البري على غزة يراوح مكانه. لجيش الاسرائيلي اعلن انه اذا لم تستسلم حماس سيضطر الى الدخول وانجاز الامر ، لكن يبدو واضحا ان حماس لن تستسلم والموضوع غير مطروح عندها بتاتا. فهل يعني هذا ان العملية البرية اصبحت واقعا لا مفر منه؟
في لبنان مواجهات الجنوب مستمرة، لكن يبدو كأن الجميع تأقلم مع نظرية الحرب المحدودة التي لا تتجاوز الخطوط الحمر.
واللافت الموقف الاميركي الذي عبرت عنه السفيرة دوروثي شيا باعلانها رفض الولايات المتحدة ورفض الشعب اللبناني تهديدات البعض بجر لبنان الى حرب جديدة.
ومع الانحسار النسبي لموجة الهلع والخوف من التطورات الجنوبية، بدأت الحياة السياسية تعود الى طبيعتها، كما تفعلت حركة الاتصالات من جديد.
فالتقى رئيس مجلس النواب قائد الجيش، كما بدأ جبران باسيل جولته على السياسيين بلقاءين جمعاه برئيس الحكومة نجيب ميقاتي والنائب السابق وليد جنبلاط.
لكن الزيارة الابرز كانت لوزير الخارجية عبد الله بو جبيب الذي زار دمشق والتقى نظيره السوري وذلك للبحث في معالجة التحديات المتصلة بازمة النزوح السوري.
البيان المشترك الصادر عن الوزيرين في نهاية اللقاء اوضح ان البحث أحيل على الخبراء المختصين لمتابعة المسائل المتعلقة بعودة النازحين. الا تعني الاحالة ان الموضوع المطروح سيبقى مطروحا، وان لا معالجة حقيقية له، حتى اشعار آخر على الاقل؟.