Site icon IMLebanon

مقدمة تلفزيون “MTV” المسائية ليوم الأحد 29 تشرين الأول 2023

يتواصل السباق بين الديبلوماسية والمدفع، على وقع محاولات رسم خطوط جديدة بالبارود والنار وفشل مساعي التوافقات السياسية. ولليوم الثالث والعشرين، تبقى أنظار العالم المترقب لسير الأحداث على غزة. لكن قادة العالم لم ينجحوا حتى الآن، في وقف آلة الحرب والدمار والدماء. والنتيجة، تزايد لائحة الضحايا، مع اعتماد الجيش الاسرائيلي على سياسة القضم لقطاع غزة، وشتاء القنابل والصواريخ التي لا تفرق بين البشر والحجر.

في غضون ذلك، يواصل الجناج العسكري لحركة حماس حضوره الصاروخي، مستهدفا مدنا اسرائيلية، ومعبرا عن جهزويته لمواجهة أي تقدم اسرائيلي إضافي في القطاع. وفي ما يشبه حرب الشوارع، باتت المواجهة تتم عن قرب، ويستخدم فيها الهاون القريب المدى. بينما الاتصالات الدائرة، عربيا ودوليا، وأبرزها لقطر، لم تنجح حتى الساعة في التوصل الى ابرام صفقة لتبادل الأسرى والمعتقلين، وتأمين هدنة انسانية، لكن المساعي ستستمر.

في الأثناء، وبينما يزور وزير الدفاع الفرنسي لبنان الأربعاء، لتفقد قوات اليونيفيل وتأكيد تمسك فرنسا باستقرار لبنان، انضمت الكويت الى الدول العربية والغرببية الداعية رعاياها في لبنان الى المغادرة في ضوء عدم الاستقرار الأمني والخوف من توسع رقعة المواجهة المنحصرة حتى الآن في بضعة كيلومترات على الساحة الجنوبية. فاسرائيل تستهدف مناطق حدودية بالقنابل الفوسفورية وصواريخ الطائرات من دون طيار، وحزب الله يستهدف مواقع اسرائيلية حدودية وفق منطق “العين بالعين”، ساعيا الى تقليص القدرة الاسرائيلية على الرصد والتجسس على طول الحدود.

هذا الواقع المقلق، دفع برئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي لبدء جولة خارجية من قطر، في مسعى لمنع انجرار الأوضاع في لبنان والمنطقة الى مزيد من الـتأزم. بينما لا تبدو الحركة السياسية الداخلية على قدر خطورة المرحلة، والتواصل القائم بين الكتل والأفرقاء، لا يوصل الى كسر حلقة الفراغ الرئاسي المستمر، وعقد جلسة لانتخاب رئيس، يشكل انتخابه مفتاح الانقاذ، والخطوة الأولى لاعادة تكوين المؤسسات على أسس سليمة، واطلاق عجلة الاصلاح المطلوب. في حين، تبدو المساعي العربية على الصعيد الرئاسي مجمدة، حتى اشعار آخر.