اسرائيل لا تزال تواصل قصف غزة ، ولا تزال ترفض اي هدنة بهدف انساني ، حتى لو ان الولايات المتحدة الاميركية هي التي تطالب بها. وفيما القصف مستمر لغزة، وعدد الضحايا بلغ 9488، فان المعارك البرية متواصلة. وقد جدد الجيش الاسرائيلي اليوم الطلب من المدنيين القاطنين في مناطق الشمال تركها والنزوح الى الجنوب، وذلك ليبتعدوا من المناطق التي تركز فيها القوات الاسرائيلية حربها ضد حماس.
ديبلوماسيا، وزير خارجية اميركا يتحرك بقوة في المنطقة. وقد التقى العاهل الاردني الملك عبد الله، كما شارك في اجتماع مع وزراء خارجية مصر والسعودية والامارات والاردن، قبل ان يزور تل ابيب.
توازيا، اعلنت قطر في بيان اصدرته انها تواصل جهود الوساطة لاطلاق سراح السجناء، لكن القصف المستمر للقطاع يعقد تأمين اطلاق سراحهم. اذا، السباق مستمر بين النار والبارود من جهة وبين الجهود الديبلوماسية من جهة أخرى، لكن من دون ان يظهر ما يشير الى ان معاناة غزة ستتوقف قريبا، او ان آلة الحرب الاسرائيلية ستوقف تدمير ما تبقى.
في لبنان، تغييب حسن نصر الله في خطابه امس الدولة اللبنانية بكامل مؤسساتها وأجهزتها كانت له تردداته اليوم. اذ استنكرت معظم القوى السياسية الامر، واعتبرته في مثابة رغبة واضحة لالغاء اي دور للدولة اللبنانية ولتحكم حزب الله كليا في قرار الحرب والسلم . الولايات المتحدة الاميركية ردت بحزم على نصر الله، معتبرة ان اي توسيع او تصعيد لرقعة النزاع بين لبنان واسرائيل قد يتحول حربا اكثر دموية من حرب 2006، وشددت على ان التدمير المحتمل الذي سيلحق بلبنان وشعبه لا يمكن تصوره. رئيس الحكومة نجيب ميقاتي حاول، من جهته، تخطي الغاء نصر الله للدولة ودورها عبر تنقله بين لبنان ومصر، وقد اجتمع في عمان بوزير خارجية اميركا انطوني بلينكن، فيما التقى في القاهرة الرئيس عبد الفتاح السياسي. في هذا الوقت، تبادل القذائف والصواريخ مستمر في الجنوب، وقد تحول اشتباكات في محيط بلدة علما الشعب. لكن رغم التصعيد، فان كلمة السر واضحة: لا صوت يعلو على صوت قواعد الاشتباك، حتى اشعار آخر على الاقل!