شهر كامل انقضى على حرب غزة ، اي على الاستباحة الاسرائيلية للحجر والبشر في القطاع . عدد الضحايا تجاوز حتى الان العشرة الاف، واستهداف المدنيين والاطفال والنساء مستمر، فيما القصف العنيف لا يتوقف. وقد وصف صحافي من “رويترز” في القطاع القصف خلال الليل جوا وبرا وبحرا بأنه من بين الاكثر عنفا وكثافة منذ بدء الحرب .
على صعيد المعارك العسكرية اعلن الجيش الاسرائيلي اليوم سيطرته على مقر لحركة حماس يضم مناطق تدريب ونقاط مراقبة وانفاقا. لكن رغم كل ما تعلنه وتفعله الالة العسكرية الاسرائيلية، الثابت ان الجيش الاسرائيلي لم يحقق حتى الان انتصارا حاسما في الميدان، وهو لم يتمكن من شطر غزة الى قسمين، ما يتيح له التحكم اكثر في سير المعركة الحربية، وبالتالي الاستيلاء على القطاع الشمالي من غزة في مرحلة لاحقة.
في الاثناء، اسرائيل لا تزال ترفض وقف اطلاق النار، رغم كل الضغوط الديبلوماسية والسياسية التي تمارس عليها.
لبنانيا، الجريمة المروعة التي ارتكبتها اسرائيل أمس وذهب ضحيتها ثلاث فتيات مع جدتهن لا تزال تثير المزيد من ردود الفعل. وقد تقدم لبنان بشكوى الى مجلس الامن حول الجريمة.
لكن المؤسف ان النتيجة معروفة سلفا. اذ مسموح لاسرائيل ان تقتل الاطفال والنساء، فيما ممنوع بتاتا ادانتها في المحافل الدولية على ما تقترفه من جرائم . واليوم ايضا استمر تبادل القذائف والصواريخ في الجنوب ، والبارز ما اعلنته كتائب القاسم – فرع لبنان انها قصفت نهاريا وجنوب حيفا بستة عشر صاروخا ردا على مجازر اسرائيل في قطاع غزة. فهل ستتحول الحدود اللبنانية شيئا فشيئا الى جبهة ثانية لكتائب القسام وحركة حماس؟ وهل الحكومة اللبنانية موافقة على الامر، ام تفضل ان تدفن رأسها في الرمال؟ وما سيكون موقف الحكومة اذا قررت اسرائيل ان ترد على حماس في العمق اللبناني؟ سياسيا، البطريرك الراعي جدد لليوم الثاني على التوالي موقفه الرافض المس بقيادة الجيش. يذكر ان موقف الراعي جاء بعد زيارة الى روما استمرت اكثر من شهر. فهل يمكن فصل موقف الراعي عن ما يتردد عن توجه فاتيكاني مؤيد لبقاء العماد جوزف عون في قيادة الجيش حتى انتخاب رئيس للجمهورية؟.