أضحى مبارك.
لم تكد الحكومة تنهي عطلتها القسرية التي امتدت أربعين يوما، حتى أتت عطلة منتصف الصيف، وفيها عيدان: الأضحى وانتقال السيدة العذراء. ومع العيدين وبينهما، يدخل الوضع السياسي والحكومي في شبه إجازة طوال الأسبوع المقبل، ليتبدل المشهد بدءا من الأسبوع الذي يليه.
لكن العطلة في لبنان لا تسري في الولايات المتحدة الأميركية، التي يزورها الرئيس سعد الحريري. والأكيد أن لقاءات الحريري في واشنطن، جاءت بطلب من الإدارة الأميركية التي ترى أن الوضع اللبناني ليس على ما يرام، وأن “حزب الله” يحكم قبضته أكثر فأكثر على المؤسسات يوما بعد يوم، في ظل غياب أي استراتيجية بديلة لدى الفريق الآخر. وهذا يعني في القراءة السياسية، أن لقاءات الحريري المسؤولين الأميركيين لن تكون سهلة، لأنه سيواجه بمجموعة من الأسئلة الصعبة والتقييمات السلبية لما يحصل على الساحة اللبنانية. فهل نكون بعد عودة الحريري من واشنطن، أمام مرحلة سياسية جديدة، وأمام تحولات في الوضع اللبناني؟.
توازيا: الهموم اليومية اللبنانية لا تتغير ولا تزال تلقي بثقلها على المواطن، وهي تنتظر المعالجات الجدية، فيما الحكومة غارقة في عطلتيها القسرية والعادية. فالنفايات في مناطق عدة من لبنان مرمية على الطرقات وفي الشوارع، محولة البلدات والقرى النموذجية للصحة، إلى مناطق نموذجية لنمو الميكروبات وانتشار الأمراض على أنواعها. ومسألة قوننة عمل الفلسطينيين مؤجلة حتى اشعار آخر، باعتبار أنه ثبت أمس وبما لا يقبل الشك، أنها من المواضيع الخلافية في مجلس الوزراء، لذا كان الحل الأمثل في تأجيل البحث في الموضوع المتفجر، إذ أن الحكومة لم تشف بعد من جروح قبرشمون.
لكن الموضوع الأبرز يبقى مؤتمر “سيدر” والمقررات الناتجة منه. والأكيد في هذا الاطار أن على الحكومة تحقيق رزمة اصلاحات قبل أن يصبح في امكانها الاستفادة من أموال “سيدر”. والسؤال الكبير يبقى: كيف لحكومة فاشلة وتحتاج إلى عملية اصلاح جذرية عميقة، أن تحقق اصلاحات؟.