البلد بين طوفانين: نار طوفان الأقصى وسيول طوفان نهر بيروت. وكما بدت السلطة غير قادرة على مواكبة تطورات طوفان الاقصى، فانها بدت عاجزة عن مواجهة طوفان المياه، ولاسيما في بيروت ومختلف المناطق. العجز العملي لم يمنع المسؤولين، على تعدد مستوياتهم، من رمي المسؤولية على بعضهم بعضا. وزير الاشغال يضع المسؤولية على وزارة الطاقة وبلدية بيروت، فيما وزير الطاقة يتنصل ويرد. لكن بمعزل عن هوية المسؤول لا شك في ان ما حصل كارثة بكل معنى الكلمة، ويدل الى اي حد بلغ الاستهتار و”الاستلشاق” بحياة المواطنين. فالتقصير الرسمي واضح، وفساد المسؤولين الذين تعاقبوا على الوزارت المعنية منذ عشرات السنوات فاقع. كما ان الهدر ليس بحاجة الى من يدل عليه. يكفي ان نذكر كيف ان اكثر من ثلاثين مليار دولار صرفت على البنى التحتية للطرقات بلا جدوى. فاين ذهبت هذه الاموال؟ طبعا هي اغرقت المسؤولين واتباعهم وازلامهم بالعملة الخضراء، فيما اغرقت اللبنانيين بالسيول.